العام الثامن لأضواء “الصمود” الساطعة

يحتفل المجاهدون بالذكرى الثامنة لامتلاكهم واحدا من أهم أسلحة القتال ضد المحتلين الغزاة، وهو سلاح الإعلام . ومجلة الصمود بوجه خاص تعنى الكثير جدا بالنسبة للمسلمين فى بلاد العرب  فهى النافذة الأهم لمعرفة ما يجرى على أرض أفغانستان .

فى دنيا الإعلام تبدو الصمود مثل مصباح صغير يضئ بزيت الحقيقة، فكان ذلك سر قوتها وانتصارها على أعتى آلة إظلام على ظهر الأرض، تلك الآلة التي يطلقون عليها الإعلام الأمريكى  أو الدولى  ورغم الفارق الهائل فى الإمكانات المادية فإن الصدق أثبت أنه الاداة الإعلامية الأقوى، تماما كما أثبت الإيمان أنه الاداة القتالية الأقوى فى ساحة المعركة لا يمكن أن يتساوى المجاهدون مع أعدائهم فى مجال الإمكانات المادية، ومع ذلك يبقى الحصول على أكبر قدر من القوة المادية مطالباً شرعياً (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل) وكانت الصمود واحدة من  “الخيل الإعلامي التى صالت وجالت وانتصرت وانتزعت الحقائق من بين براثن الحصار والمطاردة، ونشرت نور الحقيقة وربطت المسلمين والعالم بما يجرى على أرض أفغانستان .

وكان الثمن المدفوع دماُ وعرقاً ودموعا، ثمناً غاليا دفعه شباب الإعلام الجهادي وعائلاتهم، ولكنهم دفعوه عن طيب خاطر بل بسعادة وشوق، فمنهم من قضى نخبة ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً

فى يوم ليس ببعيد سوف تصدر “الصمود” وباقي النشاط الإعلامي الجهادى المرافق لها من كابل وقندهار وسوف يظهر المزيد من الإعلام المضيء  بنور الحقيقة ليرافق مرحلة جديدة من جهاد البناء وإزالة ظلمات العدوان الثقافى الاستعماري الذى لحق بالمجتمع الأفغاني . وتلك مهمة لا تقل خطورة وأهمية عن دور الإعلام الجهادى حالياً فى مرحلة تصفية الوجود الاحتلالي ومعارك مطاردته الدائرة الآن على أشدها فى صحارى وجبال وغابات أفغانستان المسلمة.

التطهير وإزالة آثار الاحتلال و أرجاسه الفكرية والعقائدية وإعادة بناء الإنسان ومؤسسات الوطن هما فى مقدمة مهام الإمارة الإسلامية فى مرحلة الانتصار . والمهام القادمة طويلة وشاقة وخطيرة، ولكنها ضريبة النهضة والبناء والتقدم، بينما العدو فى المقابل يحاول جميع شتات إمبراطوريته الممزقة ويتظاهر بالقوة والتماسك ولكن ضعفه يفضحه . فهذا هو رئيسهم أوباما يتنازل عن 5% من راتبه الشهرى من أجل خفض إنفاق الدولة “!!” وكذلك فعل نائبه ثم وزير الدفاع .

و البنتاجون العتيد ينكمش بشدة تحت وطأة العجز المالي، فيرغم سبعمائة ألف موظف على الذهاب فى إجازات إجبارية خلال هذا الصيف، وبالتالي يخصم 20%من رواتبهم . ليس هذا كل مظاهر القحط المالى الذي أصاب وزارة الدفاع، بل هناك أيضا حملة تقشف تشمل طرد العديد من الجنرالات، والحد من تعداد الموظفين المدنيين وخفض المبالغ التى تبتلعها الأسلحة الحديثة . ومع ذلك فإن وزير دفاعهم الجديد يغطى كل ذلك الضعف بالمزيد من التبجح فيقول أن جيشه سوف يواصل القيادة على المسرح العالمى رغم الأعباء . ويظل الكذوب يكذب حتى وهو يغادر مسرح الحياة.  

تصفيات البنتاجون لا تعنى  تقليص مخاطر العدوان الأمريكي، بل تعنى فقط انتقال المزيد من القدرة على العدوان من أيدى الحكومة الأمريكية إلى أيدى الشركات العملاقة . فهؤلاء الجنرالات أو معظمهم، ينتقلون للعمل فى شركات المرتزقة برواتب أعلى بكثير جدا عما كانوا يتقاضونه فى الجيش، أو يتحولون إلى مستشارين للشركات العملاقة العابرة للقارات . أو يفعلون كما فعل إخوانهم الجنرالات السوفيت بعد تسريحهم من الخدمة فى أعقاب زوال إمبراطوريتهم، فأنشئوا عصابات مافيا دولية عملت غالبا فى تهريب المخدرات ونشاطات إجرامية أخرى أحرزوا فيها تفوقا لم يحرزوه فى حياتهم العسكرية .

الحالة الكئيبة التى تعيشها الولايات المتحدة تنعكس على نظام كرزاى في أفغانستان، وأنظمة ” الكرزايات” الآخرين أو العرائس الخشبية الذين وضعتهم أمريكا فى سدة الحكم فى الكثير من البلدان . لهذا نراها منهمكة فى إعادة ترتيب أوضأها المهتزة فى أكثر أنحاء إمبراطوريتها حتى لا يحدث لها الانهيار الذى حدث للسوفييت بعد فرارهم من أفغانستان . ولكن لا مهرب لهم من ذلك المصير المظلم والزوال الحتمى لكل إمبراطوريات العدوان التى حاولت إخضاع أفغانستان .

وقريبا تواصل الصمود رسالتها من كابل وقندهار، ومعها باقي وسائل الإعلام الجهادي، لتغطى معركة الشعب الأفغانى وجهاده لبناء مستقبل الإسلام المضيء  في أفغانستان والعالم أجمع .بإذن الله