وَا إِسْلامَاهُ! مَنْ لَكَ بَعْدَ عُمَرَ؟

Fafirro

Fafirro

الـكـاتـب: سَيِّد مـحـمَّـد أنـس سَيِّد شَرِيف الـهـاشِـمِـيّ

الجمعة 2015 / 7 / 31 م

الموافق: 15 / شوال / 1436 هـ ق

9/ الأسد / 1394 هـ ش

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله وحده، صَدَقَ وَعْدَه، ونصر عبدَه، وأعزَّ جُنْدَه، وهزم الأحْزابَ وَحْدَه، الحمد لله مُجري السحاب ومُنْزِلِ الْكِتابِ وهازم الأحزاب، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء وسيد المرسلين وقائد المجاهـديـن، وعلى آله وأصحابه الْغُرِّ الْـمَـيَـامِـيـنِ، ومن تبعهم واقتفى أثرهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد: فأعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم: قال تعالى في كتابه المجيد: ((وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَّنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَن يَّضُرَّ اللهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ))، صدق الله العظيم،،،

آيةٌ تكفي سُلُوًّا وعَزَاءً لخير أمة أخرجت للناس، أمة الإسلام، التي تشرفت بخاتم الرسل صلى الله عليه وسلم، وتشرفت بـنـزول آخر الكتب السماوية ودستور الحياة، وهو القرآن الكريم، وقد قال الله تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْـيٌ يُوحَى}، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [الْجِهَادُ مَاضٍ مُذْ بَعَثَنِيَ اللهُ إِلَى أَنْ يَرِثَ اللهُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْـهَـا ] ….

إنها إشارة لطيفة إلى عدم التَّقاعُدِ أو التَّقاعُسِ عن الجهاد بعد وفاة أو استشهاد قائد المسلميـن وأمير المجاهدين والمرابطين، قد لا يعقلها كثير من الغافلين عن منزلة المجاهدين في سبيل رب العالـمـيـن.

وقد تلقينا مع تجديد لحزن شديد على هم جديد، خبرَ وفاة أمير المؤمنين وقائد المجاهدين الملا محمد عمر الثالث .. المجاهد .. رحمه الله .. الذي أحيا النخوة والغيرة على العرض، وحب الجهاد والاستشهاد في قلوب إخوانه الأفغان، من العلماء وطلبة العلم، الذين ورِثوا العلم من النبي صلى الله عليه وسلم، ونَهِلُوا من نَهْرِهِ وتَضَلَّعُوا، حتى أصابوا بذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: [الْعُلَمَاءُ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ، وَإِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، وَوَرَّثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ].

لقد كان في هذا القائد الراحل تشابهات لعدد من كبار أمراء الأمة، فهو سَمِيُّ أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وعمره عند بداية مسيرته الجهادية عُمْرَ الصحابي الجليل أسامة بن زيد رضي الله عنه حين ولاه الرسول صلى الله عليه وسلم حرب الروم، ونَـهْضَتُهُ لنصرة الإسلام نَـــهْـــضَةُ الملك المظفر قُطُز الذي نهض حين نَـــــكِــلَ كثيرٌ من الأمة الإسلامية عن الجهاد، فَأَضْرَمَ في الأمة الإسلامية نارَ نَخْوَةٍ وَشَجَاعَةٍ، وحُبٍّ لِلْجِهادِ كان قد أخمدها الاستعمار، وكانت معاملته للبغاة الطغاة المتمردين المستعمرين معاملة صلاح الدين الأيوبي للصليبيين، من القتل والسبي والتشريد، وهَزَّةَ سَبَّابَـــةٍ لطالـما هُزَّت أمام المتمردين، فلم يعتبروا ولم يلتفتوا إلـيـها، فأتاهم الله من حيث لم يَحْتَسِبُوا، وقَذَفَ في قلوبهم الرُّعْبَ، ومنح المجاهدين رقابهم ليقتلوهم ويأسروهم كيف شاؤوا.

وإنَّ نهايةَ الْـمَطَافِ يُناسِبُـها تذكيرُ الأمّةِ الإسلاميّةِ، وتهديدُ البغاةِ الطغاةِ، الكفرةِ الفجرةِ، وتَـنْـبِـيـهُـهُـمْ بأنَّ الجهادَ لن يتوقف عند رحيل الأمير المجاهد الـمـلا محمد عمر الثالث رحمه الله الذي ترك خلفه إخوانًا مجاهدين لا يَقِلُّونَ عنه نَخْوَةً وشجاعَةً وبأساً وحبًّا للموت في سبيلِ نُصْرَةِ الإسلام والمسلمين، وقد خلفه في منصبه الجليل سماحة الأمير الـملا (اختر محمد المنصور) حفظه الله وأيده، ونفع به الإسلام والـمسلميـن، وجعله خير خلف لخير سلف.

آهٍ يا عُمَرُ، لقد كنتَ أميرًا نعم أميرٍ لخير جماعة، حَمَلْنَا بِوَفاتِكَ هَمًّا عظيمًا، وغَمًّا جسيمًا، وتَرَكْتَ بِوَفاتِكَ ثُلْمَةً عظيمة فـي صفوف الجهاد، فنسأل الله تعالى أن يَسُدَّها بخيرِ خَلَفٍ لك، رحمك الله رحمة واسعة، وأسكنك فَسِيحَ جَنَّاتِه بفضله وكرمه، وأَلْهَمَ ذَوِيكَ الصَّبْرَ والسُّلْوَان.

إنا لله وإنا إليه راجعون، وصلى الله تعالى على خير خلقه محمد وآله وأصحابه أجـمـعـيـن،

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتـه  ….

عَلِمْنَا وَفَاةَ الْأَمِيرِ عُمـــَرْ

               فَرَبِّي الرَّحِيمُ لَهُ قَدْ غَفَرْ

فَقَدْنَا نُجُومًا بِهَا قَدْ هُدِينَا

               عَلَيْكَ السَّلَامُ مُحَمَّدْ عُمَرْ

بُكَاءٌ وَنَوْحٌ وَغَمٌّ شَدِيــــدٌ

               لِفَقْدِ الْإِمَامِ سَمِيِّ عُمَرْ

رَحِيلٌ فِرَاقٌ لِدُنْيَا الرَّزَايَـا

               فَبَيْتُ الْجِنَانِ لَهُ قَدْ عُمِرْ

جِوَارُ المَلِيك وخير الرسل

                مَكانُ القرارِ لِرُوحِ عُمَرْ

بَلانا الْقَدِيرُ بِمَوْتِ الأَمِيرِ

                فَخَيْرُ الْجَزَاءِ لِمَنْ قَدْ صَبَرْ

أخوكم في الله خادم العلماء والمجاهدين:

سَيِّد محمَّد أنس سَيِّد شَرِيف الهاشِـمِـيّ.

الجمعة 2015 / 7 / 31 م

15 / شوال /   1436 هـ ق

9     / الأسد /  1394 هـ ش