في رثاء الملا محمد عمر المجاهد رحمه الله – بقلم: أيوب

3retha

3retha

أبصِرْ! فقَدْنا الصارِمَ المصْقولا !

أنصِتْ! ستسْمعُ للجبالِ عَويلا !

أمسَتْ رُبى الأفغان تُخفي دمعهَا

حزَنًا، وأمسى جيشُها معلولا !

اليومَ فارسُها ترجّلَ تاركًا

سيفَ العِدى مِن خَلفِهِ مَفْلولا

اليومَ فارسُها استراحَ مِن السُّرى

وسَمَا لِيَحْمَدَ في السماء وصولا

اليومَ فارسُها أتَمَّ كتابَهُ

وأقام في التاريخِ يرسمُ جِيلا

رحلَ الذي للهِ أرْخَصَ نفْسَهُ

ونَضَا بحزمٍ سيفَهُ المسلولا

ورمى بِقِلَّةِ عَدِّهِ

وبِقوةٍ مِن صبْرِهِ

ومن اليقين مَهُولا !

رحلَ الذي يرِدُ النزالَ تَلَهُّفًا

عَطِشًا، كما يَرِدُ الغليلُ النِّيلا

رحلَ الذي عشِقَ الحروبَ، وجاءها

جَذِلاً ، كما يأتي الخليلُ خليلا

رحلَ الذي هَوِيَ الطِّعانَ، كأنّهُ

لمّا هواهُ يَخَالُهُ تقبيلا !

يا هادمَ الأوثانِ ، مِن “بوذا” إلى

واشنطنٍ” أُمِّ العبيدِ الأولى !

ما زال رُمْحُكَ ناشِبًا في صدرها

وجوادُكَ المَشْكُولُ ضجّ صهيلا !

خلَّفْتَ يا عُمَرَ البطولةِ جذوةً

مِن عزةٍ تبقى عليك دليلا

خلَّفْتَ يا عُمَرَ الإباءِ عصابةً

يشْفون بالحرب العَوَانِ غليلا

طابَتْ منازلُكَ التي أُنْزِلْتَها

فاهنَأْ بها بعد العناء نزيلا !