وترجل الفارس عن جواده …. فلا نامت أعين الجبناء

evening crimson bright sun blue sky sea water reflection bird heron

evening crimson bright sun blue sky sea water reflection bird heron

نعم رحل … ولكن بعد أن علم الدنيا معنى الثبات والتضحية والفداء…

إنه الرجل الذي رفض العرش والملك والكرسي والمنصب لينصر دين الله …

لقد خرج في زمن لا يُعرف فيه قدر العظماء …

تراه بقامته الممدودة …. وعينه الواحدة التي فقدها في الحرب .!

مهيب … يطمئنك إذا حدثك بتواضعه الجم … لا يعرف الكبر .. وخيلاء الملوك … وغرور المترفين .. وغطرسة الظلمة …

إذا رأيته لا تعرفه من بين وزرائه وموظفيه!

دائماً مطرق إلى الأرض حياءً … لا يتكلم إلا إذا سئل!

يحب العمل … والجدية … إذا ضحك تبسم تبسُم المتعجب..

تجاهلته وسائل الإعلام العربية؛ لأنه لا يملك إلا منزل من طابق واحد … وأفقر رجل في الخليج أغنى منه!

لا يعرف التكلف .. تزوره الوفود .. فيستقبلها عند باب الطائرة .. يلقي ردائه من على كتفيه …فيفرشه للوفد .. فيبدأ الاجتماع تحت جناح الطائرة .. يتحدث معهم ساعة .. ينهض ثم ينفض الغبار عن ردائه ويمضي!

بساطة لا تعرف التنطع … أدب لا يشوبه تكلف .. حياء لا يخالطه خور!

ثبات لم تثلمه مداهنة .. حزم لا يستفزه تهور!

أحبه شعبه وهو لم يرى صورته يوماً ما .. لا يحب الأضواء …و يكره الإطراء!

يهدده العالم كله .. وهو ثابت كالطود الأشم …

يحاصرونه إقتصادياً … فيرفع طرفه يستدر خزائن السماء!

حق على كتب التأريخ … أن تسجل قصته…

“السموءل بن عاديا” اليهودي .. هُدد بقتل ولده إذا لم يُسلّم دروع ورماح أمرؤ القيس الكندي..

فرفض .. ووقف وقفة وفاء لعهده .. سجلها التأريخ بإجلال .. وسارت بها أشعار العرب ..

أما الملا محمد عمر .. فقد سطر أسطورة تتعلم منها الأجيال … ويحمرّ منها الوفاء خجلاً!

هددوه إذا لم تسلم رجلاً واحداً …. وإلا فملكك ذاهب، ودمك ودم شعبك مهدور!

لم ينثني .. لم يلتفت إلى أن الرجل المطلوب … غريب ليس من بني قومه ..!

طريد ليس له وطن! شريد ليس له أهل ..

وحيد تنكرت له الأرض! وتبرأ منه قومه!

لم يتغير رأيه .. لم يخن مبادئه .. أعرض عن توسلات ملوك العرب ..!

رفض كل الوساطات .. طرد كل السفراء والرسل .. الذين جاؤوا ليثنوه عن عزمه..

بصق على الدنيا ! ركل الملك .. أحرق جميع الإغراءات …

تلفع بردائه وقرر أن يواجه العالم!

أبت عليه عزته! أن يخون عهده .. وينقض أمانه .. ويروع من التجأ إليه ..

تحصن بدينه ..وأستعان بربه .. وقف أمام العالم ..وصرخ في وجهه .. وقال قولته المشهورة:

(بوش وعدني بالهزيمة .. والله وعدني بالنصر وسننظر أي الوعدين أصدق)

أقسم أنه سوف يحمي الرجل! لأن دينه علمه ذلك ..

تحدى العالم .. وضحى بملكه من أجل رجل … واحد !!

لم يغضب بعد أن سقط ملكه .. لم يلم نفسه .. ويوبخ وزراءه! ولم ينهر الرجل!

بل أخذ سلاحه .. وجمع أتباعه.. وذهب إلى صديقه الطريد .. ابتسم في وجهه.. كلنا مطارد! ربت على كتفه.. عانقه.. فقدت ملكي لكني حافظت على ديني!

نظر إلى وجهه وقال: “لايسألني الله أني سلمت مسلماً لكافر”.