وخابت ظنون الأعداء

123456

123456

 

إن من أهم عوامل استضعاف المسلمين اليوم هو اختلافهم وافتراقهم، والخلافات الداخلية هي التي جعلت المسلمين اليوم متحاسدين متباغضين فيما بينهم، محبين وموالين لأعدائهم، أشداء وأقوياء فيما بينهم، ضعفاء وجبناء أمام الأعداء.

إن عدو الأمة أدرك هذا الأمر ولذلك نراه في كل زمان ومكان يسعى جاهداً لضرب وحدة الأمة فيحرّش بينهم لتفكيك قواهم ولينشغلوا بأنفسهم عنه.

إن أعداءنا ينتهجون تجاهنا سياسة (فرّق تسد) تلكم السياسة الفرعونية التي علا صاحبها في الأرض وجعل أهلها شيعاً يستضعف طائفة منهم.

وللأسف الشديد حقق أعداء الأمة اليوم نجاحاً كبيراً أكثر من أي وقت مضى، حيث لم يكتفوا بتفريق المسلمين وتشتيت شملهم بل شارك بعضهم في عدوانهم على المسلمين، وما الحلف الذي كانت تقوده أمريكا عنا ببعيد حيث قدم بعض حكام المسلمين الخونة دعماً مادياً ولوجستياً للقوات الصليبية في حربها على الإسلام وأهله.

وقد تسببت هذه الخلافات والصراعات بانعدام الأمن وخلق الزعزعة وإحداث الفوضى في بلاد المسلمين، فهي اليوم تحترق بنيران الحروب بينما أعداؤنا يعيشون باستقرار ورخاء وسلامة وهناء، فلا حرب ولا قتال، ولا قصف ولا تفجير، ولا تنكيل ولا تهجير!

إن أعداءنا لا يرضون إلا بتمزيق جسد الأمة كل ممزق؛ ولذا يسعون بشتى الوسائل لتشتيت شمل جميع المسلمين وخاصة أبناء التيارات الإسلامية والجماعات الجهادية.

و قبل أيام عندما أعلنت الإمارة الإسلامية عن وفاة مؤسسها وأميرها مجدد العصر ومحطم الأوثان أمير المؤمنين الملا محمد عمر مجاهد رحمه الله، شنّت المؤسسات الإعلامية الغربية والعميلة حملة إعلامية ضخمة وحرباً دعائية ضروساً لتفريق جمع الإمارة الإسلامية وتمزيق صفها المرصوص.

ففي الوقت الذي كان المجاهدون محزونين لفقد أميرهم، كان شياطين الإعلام ينفخون في الكير ويؤجّجون نار الفتن بين قيادة الإمارة، ويحرشون بين مجاهديها، وفي هذه الأيام نزعوا رداء الحياء وجاوزوا كل الحدود وداسوا كل الأصول لعلهم ينجحون فيما يريدون.

فهذا يقدم الأخبار الكاذبة عن الخلافات في قيادة الإمارة الإسلامية، وذلك يجري الحوار مع الذي يرفض تعيين الأمير الجديد، وذاك يحلل ويتحدث عن مصير مجاهدي الإمارة بعد موت مؤسسها ويخبر عن انقسامات وانشقاقات في صف الإمارة الإسلامية بمجرد الأوهام والظنون، فلا تكاد تستمع إلى تقرير ولا تقرأ صحيفة ومجلة ولا تشاهد تلفازا ولا تطل على شبكات عنكبوتية وشبكات التواصل الإجتماعي إلا وتجدها جميعاً مليئة بالطعن وتشويه صورة الإمارة الإسلامية والسعي لتشتيت شملها وتفريق جمعها.

وحقاً إنه كان إعصاراً ومكراً كباراً أراد الأعداء من خلاله أن يجتاحوا الإمارة الإسلامية ويدمروا كيانها لكن الله سبحانه وتعالى حفظ الإمارة الإسلامية من مكر الكفار بمنّه وصانها عن مؤامرات الأشرار بفضله وردّ كيدهم في نحورهم، ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين.

فلما أعلن الشورى القيادي عن تعيين الملا أختر محمد منصور حفظه الله أميراً للإمارة الإسلامية سارع المجاهدون إلى الإلتفاف حوله ومدوا أيديهم لبيعته، فتتابعت رسائل التعازي والبيعات من المجاهدين والجبهات، ومن المدارس والجامعات، وأرسل القادة والولاة ومسؤولوا الجبهات والكتائب والقضاة رسائل صوتية يعلنون فيها بيعتهم للأمير الجديد، وعقد المشايخ والعلماء والمجاهدون والإستشهاديون وطلاب العلم وعوام المسلمين مجالس واجتماعات في الثغور وفي المعسكرات وفي المعاهد وفي المساجد معلنين بيعتهم وولاءهم لأمير المؤمنين الملا أختر محمد منصور حفظه الله، وفي أيام وصل عدد المبايعين إلى آلاف مؤلفة من المسلمين.

إن تسارع مجاهدي الإمارة الإسلامية لبيعة الملا أختر والتفافهم حوله كان صفعة قوية على وجه الأعداء المتربصين بنا الدوائر، فأعداءنا أنفقوا نفقات طائلة لكنها ضاعت وصارت عليهم حسرة، وحاولوا وتآمروا وظنوا، لكن جهودهم ذهبت سدى ومساعيهم صارت هباء منثوراً وظنونهم خابت وبقيت الإمارة الإسلامية شوكة في حلوق أعداء الإسلام تؤرق وتقضّ مضاجعهم بتوحيد كلمتها وتراص صفها ولله الحمد والمنة.