لغة الإمارة الإسلامية: لا نريد حلولاً فيها تنازلاً واحداً عن حقوقنا

lanurieed

lanurieed

لا تكاد تجد مصيبة أو كارثة تحل بديار المسلمين إلا ولأمیرکا الكافرة يدٌ فيها، تاريخ ملطخ بدماء المسلمين والمتاجرة بمآسيهم وأراضيهم، وقد أثبتوا أن الإنسان في ظل حكوماتهم وأنظمتهم ليس إلا لعبة يتلاعبون بحقوقه لتمرير مخططاتهم، وإن كانت لهم دعاوي يتشدقون بها لخداع الشعوب المسلمة.

وللمستعمرين وإن ألانوا   قلوبٌ كالحجارة لا ترقّ

رحمك الله يا شوقي، لهم والله قلوب كالحجارة، ولكنهم يُلبِسون الحجارة ثوباً من ناعم الحرير، فتخدعنا نعومة ظاهرها عن قسوة ما فيها، وإلا فمن المسؤول عن قتل عشرات الآلاف وتهجير الملايين من بيوتهم في حربها على أفغانستان والعراق..!

ثم نتساءل في كل مرة يستغفلون بها العالم بتكميم أفواهنا، هل هذه معالم الحرية والإنسانية التي يدّعون الدفاع عنها؟

أمريكا لم تعلن الحرب على الإرهاب، بل على الإسلام، ولهذا غزت أفغانستان والعراق، واستهدفت مدنيين عزل. كم من بيت قُصِف بحجة الإرهاب، وكم من مدرسة لتحفيظ القرآن قُصِفت بحجة الإرهاب، أفتعجز أمريكا أن تقصفنا بلا سبب!

اليوم كل مجاهد رفع سلاحه يحمل عقيدة مسلم حر هو إرهابي، إلا إذا قدم تنازلاً وأعلن إيمانه بالديمقراطية.

نعم؛ حين تجد أمريكا نفسها تواجه أمة مسلمة ملتفّة حول أبنائها المجاهدين، حينها لن تقوى على مجابهتنا، نحن بحاجة لأن نكسر الحواجز بيننا وبين الأمة، وأن نكسب ثقتها، وأن نكون أهلا لحمايتها، ولا نظهر لها ضعفاً لعدوها.

من قرأ في التاريخ، لابد أن تستوقفه حرب فرنسا على الجزائر، مات فيها مليون ونصف مليون كلهم في سبيل أن تتحرر.

لم تداهن القوى المقاتلة حينها، لم تفاوض لتخفف وطأة الحرب عليها، بل نشرت الوعي في شعبها الذي التفّ حولها بقوة.

والیوم رفعوا شعاراً وفتنة أخرى، بعد هزيمتهم النكراء التي تلقوها من المجاهدين، وهي فتنة الدعوة إلى السلام؛ أي أن يصطلح صاحب البيت مع الحرامي، فيترك له ما سرقه أولاً ليردّ إليه ما سرقه ثانياً، فأمسك اللص بالسرقتين وزاد عليهما سرقة بعض أرض أفغانستان!

وما السبب في هذا كله؟ السبب أن المرء إن طرقه اللص طلب شرطة النجدة، والشرطي هنا حليف الحرامي يمده بالمال وبالسلاح ليحمي أمنه. أي أن من حق اللص إن دخل داراً غير داره وسرق ما فيها و طرد أهلها، من حقه بمنطق هذا الشرطي أن ينام آمناً فلا يزعجه صاحب الدار في منامه بحركته أو بكلامه!

ولکن فلیعلموا ولیصغوا لنا جیداً بأنّا لا نريد حلولاً فيها تنازلاً واحداً عن حقوقنا. نحن لسنا كما يصورنا الغرب الكافر. نحن أصحاب حق نموت لأجله.

أمريكا تغلغلت فينا لتقنع شعوبنا أننا مجرمون، فلتعلم الشعوب أن أمريكا هي المجرمة، وأننا نقاتل لأجل حريتها، ومَثَلُ أمريكا مثل اللص الطارق علينا.

حين نصل إلى درجة اليقين بمعية الله لمن أخذ هذا الكتاب بقوة، حينها لن نخاف قصف كافر ولا تصنيف ظالم ولا تهديد.

الأمم الغابرة لم تبني مجدها بتقديم التنازلات، بل بنته بثبات على موقفها، وانتزاع حريتها بقوة، هكذا هي العزة.

نحن أمام منعرج خطير، مخاض لهذه الأمة، إما تقف وقفة رجل واحد، تذب عن حريتها وحقوقها، أو فهي لا تستحق نصراً.

والطليعة المجاهدة هي التي بيدها أن تقود هذه الأمة لهذه القناعة بنشر الوعي وكشف الأعداء وفضح المؤامرات.

أما السياسة المتقاعسة، والآراء المائعة، واسترضاء أطراف بائسة، فلن يحقق لنا نصراً.

هي فرصة اليوم لكل مجاهد حمل همّ أمته في قلبه، أن يحمل مسؤولية توعيتها وكسب ثقتها بثباته وحسن سيرته وعمله، ويهتف أمام المحتل الغاصب بكل جرأة وحماسة:

ما جئتَ تُلقي سلاماً في مواطننا   لكن أتيتَ بتضليل وتمويه

لتسلُبَ الشعب حقاً لستَ تنكره     فكيف تسلُبُ مالاً أنت حاميه

أبِالقذائف والنيران تُرهبُه   و بالوظائف والأموال تُغريه

إن السيوف التي كانت تجرّعكم   كأس المنية مازالت بأيديه

فاحمل متاعك وارحل عن منازلنا     (فصاحب البيت أولى بالذي فيه)

ألا فليهنأ بال كل مسلم شوّبت خاطره دعايات المحتلين وأذنابهم العملاء بأننا سنتصالح معهم ونتنازل عن مبادئنا وأسسنا، فليعلم الجميع أننا لن نخون دماء آلاف الشهداء ولن نضيع ثمرات الجهاد، وتكاليف أميرنا الراحل رحمه الله تعالى.

اللهم احفظ إخواننا من كيد الأعداء ومكر المتربصين، وثبت قلوبهم، واجمع شملهم، ووحد صفوفهم، واستعملهم في نصرة دينك.