شهداؤنا الأبطال: نظرة إلی حياة وأعمال الشهيد الملا عبدالسلام بريالي رحمه الله تعالی

بتاريخ 29 جمادي الأولى من عام 1438هـ الموافق لـ 26/2/2017م استشهد أبرز قائد جهادي للإمارة الإسلامية الملا عبد السلام -والي ولاية کندز- في غارة لطائرة أمريکية مسيّرة.

کان الملا عبد السلام من أهم الشخصِات الجهادية في هذا العصر، وکان قد أمضی قسطاً کبيراً من عمره في الجهاد ضد الفساد، وفيما بعد ضد الاحتلال الأمريکي. کان لاستشهاد هذا القائد أصداء واسعة. وإلی جانب إصدار الإمارة الإسلامية بياناً خاصاً بمناسبة استشهاده، نُشرت مقالات کثيرة وکتابات تعزية في صفحات التواصل الاجتماعي أيضاً، وأقيمت مجالس التأبين والعزاء في جميع مناطق (کندز) وفي غيرها من المناطق. وکانت هناک تصريحات علی مستوی عالٍ من قبل العدو أيضاً بمناسبة استشهاده، حيث تحدّث أشرف غني عنه في يوم الاحتفال بالجنود واعتبره قائداً هاماً للطالبان. وتحدث بعده بهذه المناسبة القائد الأمريکي لقوات الاحتلال الجنرال نيکولسون، واعتبر قتل هذا القائد أهم انجاز لقواته.

 

شخصية الملا عبدالسلام رحمه الله تعالی:

وُلِد الملا عبد السلام بن محمد سرور عام 1355 الهجري الشمسي في أسرة فقيرة ومتدينة في قرية (سرفراز تيپة) بمديرية (دشت ارچي) بولاية (کندز). هاجرت أسرته بعد الاجتياح الروسي إلی باکستان واستقرت في مخيّم (پيرعليزِي) بإقليم (بلوشستان).

نشأ الملا عبدالسلام في المهجر. درس الابتدائية العامة في إحدی مدارس المهجر، وبعد ذلک واصل دراسة العلوم الشرعية، ولکن قبل أن يکمل الدراسة الدينية ظهرت حرکة طالبان الإسلامية للقضاء علی الفساد المستشري في البلد، فانضم إليها الملا عبدالسلام أيضاً وهو کان لا يزال في مقتبل عمر الشباب.

 

مجاهداً عادياً في صف حرکة الطالبان:

انضم الملا عبدالسلام إلی حرکة طالبان في ولاية (قندهار) ثم أُرسِل إلی مديرية (موسی قلعة) في ولاية (هلمند)، وبعد إتمام السيطرة علی هلمند، رافق جنود الحرکة مجاهداً إلی (ميدان شهر) و(لوجر) وأطراف (کابل)، إلی أن فتحت العاصمة بيد مجاهدي الإمارة الإسلامية.

استمر الملا عبد السلام في وظيفته الجهادية في الخط الأول في شمال (کابل) وفي منطقة (دالان سنگ) مدخل وادي (بنشير) إلی أن أُصيب بجروح في إحدی المعارک في تلک المنطقة. بعد العلاج والشفاء ذهب مع إخوانه المجاهدين إلی شمال أفغانستان، وواصل مختلف أعماله الجهادية في ولايات (سمنگان) و(بغلان) و(تخار) إلی أن هجمت القوات الأمريکية علی أفغانستان.

 

في الحصار في کندز وفي سجن شبرغان:

بعد أن حاصرت القوات الأمريکية المجاهدين في (کندز) واستمرّ القصف الجوِي الشديد علی المجاهدين، کان بإمكان الملا عبد السلام الخروج من الحصار؛ لمعرفته بمختلف الطرق، کونه من أبناء تلک الولاية، إلا أنه آثر البقاء مع إخوانه المجاهدين المحاصرين. وبعد التوقيع علی اتفاقية مع الجنرال دوستم، تحرک المجاهدون نحو ولاية (مزار) إلا أن دوستم غدر بالمجاهدين جميعاً، فکان الملا عبدالسلام أيضاً من ضحايا غدر (دوستم) فوقع جميع المجاهدين في الأسر، ونُقلو قي حاويات مغلقة إلی ولاية (مزار). وقد استشهد عدد کبير من المجاهدين بسبب حرمانهم من الأوکسيجن، إلا أن الملا عبد السلام أُخرج من الحاوية في حالة إغماء ونُقل إلی معتقل (شبرغان) الوحشي الذي بقي فيه لمدة ثمانية أشهر ثم أُفرج عنه مقابل مبلغ من المال.

 

الجهاد ضد التحالف الأمريکي:

بعد خروج الملا عبدالسلام من السجن، بدأ الجهاد ضد قوات التحالف الأمريکي في مجموعته الجهادية السابقة في جنوب آفغانستان، وبعد فترة من الزمن اُعتُمدت له مجموعة جهادية خاصة به في إطار الهيکل العسکري للإمارة الإسلامية، فواصل فعالياته الجهادية في مناطق (سپين بولدک) و(معروف) و(ارغسان) و(پنجوايي) و(ژری) وفي ولاية (زابل). وقد رافق في الجهاد أشهر قادة الجهاد مثل القارئ (فيض محمد سجاد) و( الملا شهزاده) رحمهما الله تعالی.

في عام 2004م عُين الملا عبدالسلام مساعداً للمسؤول الجهادي العام لولاية (کندز)، وکانت (کندز) آنذاک تحت السيطرة الکاملة لقوات التحالف الأمريکي. فبدأ بالدعوة إلی الجهاد، واتصل بأئمة المساجد في الولاية محرّضاً إياهم علی الجهاد، وبدأ يعدّ الشباب للجهاد في سبيل الله تعالی. وبعد مرور فترة، عُيّن والياً لتلک الولاية من قبل الإمارة الإسلامية، واستمر في الجهاد بشکل سرّي ثم بشکل علني في جميع مديريات تلک الولاية. ومع مرور الأيام والشهور والسنوات تحسنت أوضاع الجهاد والمجاهدين وبلغ عدد عمليات المجاهدين المئات، وکانت ضربات المجاهدين موجعة لقوات التحالف وعملائهم الأفغان. وقد استهدفت في إحدی العمليات المستشارة الألمانية (إنجيلا مرکل) ومعها وزير دفاع بلدها حين کانا في زيارة تفقدية للجنود الألمان في تلک الولاية، إلا أنها نجت من الهجوم، ولحقت الأضرار البالغة بالجنود الألمان، وکان لتلک الهجمات تأثيرات مدمّرة علی معنويات جنود قوات الاحتلال.

في عام 2009م، تحدث الملا عبدالسلام إلی موقع الإمارة الإخباري وقال بأن عدد المجاهدين تحت إمرته يبلغ المئآت، وأنهم يسيطرون علی مناطق واسعة ويخوضون أشرس الحروب ضد القوات الألمانية والأمريکية المتواجدة في ولاية کندز، ويلحقون بالعدو خسائر کبيرة في الأرواح والعتاد.

في نهاية عام 2009م، حين کان الملا عبدالسلام في زيارة إلی أهله في المهجر، سجنته المخابرات الباکستانية، وأمضی قرابة أربع سنوات في سجون بشاور وکراتشي وإسلام آباد. استغل الشيخ فترة السجن في تهذيب النفس وتزکيتها، وطالع خلال تلک الفترة من کتب العلم بدقّة کاملة صحيحي البخاري ومسلم، وسنن الترمذي، وتفسير الإمام ابن کثير، وکتابه الکبير في التأريخ البداية والنهاية، وغيرها من الکتب. وهکذا استغل خلوة السجن في بناء النفس وإثراء العقل والفکر بالعلوم الإسلامية.

 

مرّة أُخری مسؤولاً عاماً لولاية (کندز):

بعد الخروج من السجن أُرسل لفترة وجيزة والياً إلی ولاية (مزار)، ثم عُين مرّة أخری والياً لولاية (کندز) التي کانت قد أنشأت فيها القوات المحتلة المليشيات المحلية، وکانت تلک المليشيات قد ضيّقت الخناق علی سکان تلک الولاية بقسوتها ومظالمها وسطوها علی أموال الناس وممتلکاتهم، فعزم الملا عبدالسلام هذه المرّة علی تخليص (کندز) من سيطرة تلک المليشيات، وانتهج في القضاء عليهم طريقي الدعوة والقتال معاً. وفي فترة وجيزة استطاع بفضل الله تعالی ثم بفضل تعاون سکان تلک الولاية أن يطوي بساط المليشيات المحلية ويخلّص الولاية وسکانها من شرّهم.

وإلی جانب إعادة سيطرة المجاهدين علی معظم مناطق الولاية، بذل الملا عبدالسلام جهوداً کبيرة في إنشاء الإدارة المدنية في الولاية، فانتعش التعليم، وفتحت المدارس الدينية والعامة، وأُنشئت المحاکم القضائية، وبدأ أعمال إعادة البناء، واستمرّت الفتوحات في جميع المديريات، وفُتحت المعسکرات لإعداد المجاهدين. وبإدارته المثالية لولاية (کندز) التي تقطنها قوميات مختلفة؛ کسب ذلک القائد المدبر قلوب الناس، واستطاع بفضل الله تعالی أن يسيطر مرّتين علی مرکز الولاية (مدينة کندز).

 

فاتح (کندز):

في أواخر شهر سبتمبر من عام 2015م، حين أُعلن عن وفاة أمير المؤمنين الملا محمد عمر المجاهد وعن تعيين الملا أختر محمد منصور، طرأت ظروف غير عادية بين المجاهدين، وظهرت بعض الخلافات أيضاً، فأوجدت تلک الظروف وضعاً متوتراً. وفي مثل تلک الأوضاع عزم الملا عبدالسلام علی اقتحام مرکز الولاية مدينة (کندز).

کانت أهداف الملا عبدالسلام من الهجوم علی مدينة کندز في ذلک الوقت، هي:

1 – وضع نقطة النهاية لأوضاع التوتر والاضطراب الناتجة عن إعلان وفاة أميرالمؤمنين الملا محمد عمر، وإشعار المجاهدين مرّة أخری بأنهم لازالوا أقوياء ويمکنهم فتح المدن الکبيرة.

2 – رفع معنويات المجاهدين القتالية بفتح مدينة هامة مثل مدينة کندز.

3 – صرف المجاهدين عن الخوض في موضوع الاختلافات، وإشغالهم ببشارات الفتح والنصرة.

4 – تغيير وجهة حرب الإشاعة من قبل العدو ضد المجاهدين إلی الحديث عن ضعف الحکومة وقوة المجاهدين في ميدان المعرکة.

5 – کسر سجن الولاية وتحرير مئآت المجاهدين المعتقلين.

6 – إرغام العدوّ علی جمع قواته من المديريات إلی المدن بقصد حمايتها من السقوط بيد المجاهدين، وذلک ليسهل علی المجاهدين القضاء علی تواجد العدو في المديريات.

7 – تحطيم الروح القتالية لجنود العدو وإشعارهم بأنهم عاجزين عن مقاومة المجاهدين حتی في المدن الکبيرة أيضاً.

أعدّ الملا عبد السلام خطة عسکرية قتالية سرّية مُحکمة للهجوم علی المدينة وأرسلها إلی المجلس العسکري، ووافق عليها زعيم الإمارة الإسلامية الملا أختر محمد منصور، وبدأ تنفيذها بدقة کاملة في وقتها المحدد.

أحيا الشيخ الليلة التي تسبق الهجوم بالعبادة والدعاء والتضرع إلی الله تعالی، وحين بدأ الهجوم کان يصدر الأوامر إلی جميع المهاجمين، وکان يتابع سيرالمعرکة عن طريق اللاسلکيات، وکان يرفع الروح القتالية لدی المجاهدين. وحين سمع بشری کسر المجاهدين للسجن وتحرير السجناء منه خرّ لله تعالی ساجداً قرابة 8 دقائق، ثم ترک أمر متابعة سير المعرکة إلی أحد المجاهدين، ثم دخل هو بنفسه إلی قلب المعرکة ليکون مع المجاهدين في ميدان المعرکة وفي إحکام السيطرة علی المدينة. بقي مع المجاهدين في المدينة إلی أن أصدرت قيادة الإمارة للمجاهدين أمراً بالخروج من المدينة لتجنيب المدينة وأهلها القتل والدمار بسبب القصف الجوي الأمريکي الوحشي الذي کان مستمراً علی المدينة.

وقد أنعم الله تعالی علی المجاهدين بغنائم کثيرة بما فيها مئات السيارات والدبابات وغيرها من الوسائل، إلا أن تلک الغنائم والسيارات الفارهة لم تستجلب نظر الملا عبدالسلام، ولم تلهه عن أهدافه السامية، ولم تصرفه عن حياة التقشف والزهد، فکان لايزال يستخدم سيارته القديمة البالية من نوع (دادسن) ذات الزجاج الأمامي المتکسّر.

کان لفتح (کندز) الأول أصداء واسعة في الصحافة العالمية، وقد رفع من معنويات المجاهدين، وحطم الروح القتالية لجنود العدوّ. إن ذلک الفتح دوّخ العدو وأفقده التحکم بأعصابه فبدآ يتصرف تصرفات عشوائية جنونية، وأعلن في بداية العام الذي يليه عن إطلاق عمليات عسکرية شاملة، وساق قوات کبيرة مع مئات الدبابات إلی مديرية (دشت أرچي) لاستعادة السيطرة عليها، إلا أن المجاهدين بقيادة الملا عبدالسلام باغتوا العدو هذه المرّة بتکتيک جديد حيّر العدو حيث ترکوا العدو يُلقي بثقله العسکري في (دشت أرچي) وهم أعدّوا 1400 مجاهد للهجوم علی مرکز الولاية مدينة (کندز) وسيطروا عليها بفضل الله تعالی مرّة أخری أيضاً. وهذا الفتح الأخير لم يوقف عمليات العدوّ في (دشت أرچي) فحسب، بل حطّم معنويات العدو في الولاية کلها، ولم يجرؤ مرّة أخری علی شن العمليات في الولاية.

 

استشهاده:

کان العدو في سعي مستمر للقضاء علی هذا القائد المقدام، وقد نفّذ هجمات متعددة لقتله، وفي کل مرة کان العدوّ يشيع أخباراً کاذبة عن مقتله. وفي إحدی المرّات أطلقت عليه الطائرة الأمريکية المسيّرة صاروخين في منطقة (گورتيپه) إلا أنّه نجا منهما بفضل الله تعالی.

کان الملا عبد السلام دوماً يسأل الله تعالی الشهادة في سبيله، حتی أنه حين کان يسأل في المقابلات الصحفية عن أعظم أمانيه کان يقول إنّ من أعظم أمانيه أن يقتل في سبيل الله تعالی. يقول أحد إخوانه وهو الأستاذ موسی فرهاد أنّ الملا عبدالسلام حين کان يدعو علی الأمريکيين کان يدعو الله تعالی أن يرزقه الشهادة على أيدي الأمريکيين، وقد حقق الله تعالی له هذه الأمنية بتاريخ29 جمادى الأولى من عام 1438هـ الموافق لـ 26/2/2017م حين استهدفته الطائرة الأمريکية بثلاث صواريخ في إحدی البيوت في مديرية (دشت أرچي). وهکذا رحل هذا الفارس المقدام عن هذه الدنيا الفانية بعد کدّ طويل وبلاء حسن أبلاه في سبيل الله تعالی. ترک في أسرته بنتين صغيرتين. رحمه الله رحمة واسعة وتغمّده في واسع جنانه. إنا لله وإنا إليه راجعون.

أصدرت قيادة الإمارة الإسلامية بياناً بمناسبة استشهاد الملا عبدالسلام رحمه الله تعالی، جاء فيه: (لقد كان فاتح قندوز الملا عبد السلام آخند يعتبر الشهادة من أسمى أمانيه، إن استشهاده لن يضعف صف الإمارة الإسلامية بل سيقويه أكثر، وسيأتي مئات الشباب المبارزين بدلاً منه دفاعاً عن الدين والبلاد. لقد ربّى الحاج الملا عبد السلام آخند آلاف المجاهدين تحت قيادته، وسيمضي كل منهم على دربه إن شاء الله، وسيدافعون عن دينهم ووطنهم وحريتهم بكل قوة).

 

ذکريات إخوانه المجاهدين عنه:

يذکر إخوانه المجاهدون عنه صفات طيبة وذکريات حسنة، منها:

أنّه کان کثير التلاوة لکتاب الله المجيد، وکان مهتماً بأمر التزکية والإحسان، وکانت لا تفوته الأذکار المسنونة وأذکار الصباح والمساء.

کان شديد الاتباع لسنّة النبي صلی الله عليه وسلّم في الملبس والمظهر وفي جميع شؤون الحياة الخاصة والعامة.

کان يحب النظافة والتنظيم والتنسيق في جميع أموره، وکان يقوم بنفسه بخدمة إخوانه في المعسکرات.

کان شديد الرحمة والشفقة علی عامة افراد الشعب، وکان يعاقب مسؤولي المجاهدين إن صدر منهم تجاه الشعب ما يؤذيهم. وکان يبرأ إلی الله تعالی من بعض التصرفات غير اللائقة التي تصدر أحياناً من بعض المجاهدين.

في إحدی المرّات فتحت مليشيات العدوّ مياه أحد القنوات الکبيرة علی إحدی قری الترکمان في مديرية (دشت أرچي)، فهدمت المياه قرابة سبعين منزلاً من منازل سکان تلک القرية، واضطرّ الناس لهجر قريتهم. وحين قدّم الناس عريضة تظلّم إلی الحکومة في (کندز) وفي العاصمة (کابل) لم تستمع الحکومة إلی شکوی الناس، فجاء الناس إلی الملا عبدالسلام رحمه الله تعالی، وهو بدوره طلب حفارتين وشقّ حفرة بطول خمسة کيلومترات، وصرف الماء بعيداً عن القرية.

کان رحمه الله تعالی ثابت القدم، ورابط الجأش، ومطمئن النفس والمزاج في ميادين القتال، ولم يکن يضطرب أبداً في الحروب وفي الأوقات العصيبة. کان يبدو طبيعياً حتی في أوقات الهزيمة والانسحاب أيضاً. کان يخوض المعارک بنفسه، ولم يکن ينأی بنفسه عن القتال والاقتحامات.

کان شديد الاحتياط في صرف أموال بيت مال المسلمين. وقد عاش لفترة طويلة والياً لولاية (کندز) ولکنه لم يجمع لنفسه مالاً ولا کسب له عقاراً. ولم يوجد أي تغيّر في وضعه المعيشي.

يحکي أحد المجاهدين عن أخيه الملا عبدالسلام، أنّ الشيخ لم تجب عليه أضحية العيد في حياته کلها، لأنه کان يعيش في حياة الفقر، ولم يملک نصاباً لتجب عليه الأضحية.

کان وفيّاً لصف الإمارة الإسلامية، وکان يعتبر صف الإمارة الإسلامية أقرب الصفوف إلی الحق، ولذلک کان من أوائل من بايعوا الملا أختر محمد منصور بعد وفاة الملا محمد عمر المجاهد رحمه الله تعالی. وحين بغا بعض الناس علی الإمارة الإسلامية ورأی الآثار السيئة للاختلاف، کان يوصي إخوانه المجاهدين أن لا يتابعوه إن انحرف هو عن صف الإمارة الإسلامية، لأنّ هذا الصف هو صف الحق، وعليهم أن لا ينحرفو عنه.

رحمه الله تعالی رحمة واسعة وأدخله فسيح جنانه. آمين.