استراتيجية مركزة على الحرب

بقلم أبو عبدالله

 

لم تمض شهور على استراتيجية “ترامب” حيال أفغانستان وجنوب آسيا حتى اختل الأمن في المنطقة وتدفقت شلالات الدماء من أفغانستان.

فبعد إعلانها كثفت القوات المحتلة في أفغانستان غاراتها الجوية ومداهماتها الليلية بأمر من الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”، والتي أصيب فيها المئات من المدنيين العزّل في هرات وهلمند، وزابل، وأروزجان، وقندهار، وغزنة، ولوجر، وباكتيا، ونانجرهار، وكونار، وغيرها من الولايات ودمرت منازلهم وأبيدت عوائل بأكملها.

ويقول الخبراء العسكريون والسياسيون: إن أمريكا أكدت وركزت على الحرب في استراتيجيتها الجديدة، ووضعت الحل السلمي جانبا، وإن استمرت هذه الحالة ستصبح أفغانستان ميدانا للحروب الأهلية والصراعات العالمية.

وإن هذه الاستراتيجية المركزة على الحرب كلما اقتربت من حيز التنفيذ الكامل كلما ازدادت معها نسبة انعدام الأمن.

ويقول الخبير السياسي “غلام جيلاني زواك”: إن استراتيجية أمريكا الجديدة هي استراتيجية الحرب واستمرارها، وكلما دخلت في مراحل جديدة كلما ازدادت نسبة سفك الدماء.

وأضاف: إن الموجة الأخيرة من هجمات طالبان هي رد فعل على هذه الاستراتيجية، وكلما أصرت أمريكا على الحرب كلما ابتعدنا عن السلام والأمن.

ويقول “زواك” بأن أمريكا تريد الضغط على طالبان في حين تسعى لتقوية داعش؛ لتستفيد منها في تحقيق أهدافها في المنطقة. بينما تسعى الطالبان لمواجهة هذه الضغوط بنجاح.

ويضيف أيضا: إن محادثات السلام هي الحل الأمثل لأزمة أفغانستان، ولكن ليس لها مكان في استراتيجية أمريكا. وستشتد موجة القتل وسفك الدماء بتطبيق هذه الاستراتيجية.

ويقول الخبير العسكري الجنرال “زالمى وردك”: يتضح من الأوضاع الحالية، أن صورة الحرب قد تغيرت، وأن أمريكا تركز فقط على الحرب، وحسب قوله، لا تستطيع استراتيجية أمريكا الجديدة أن تجلب الأمن لأفغانستان.

ويقول مدير مكتب الدراسات المحلية “عبد الباقي أمين”: لقد رحبت الحكومة الأفغانية باستراتيجية أمريكا الجديدة دون دراستها، وكان الرئيس “غني” سعيداً فقط من أجل أنه يزداد الضغط على باكستان.

وقال في حوار له مع وسائل الإعلام: إن الحكومة الأفغانية رحبت بعيون عمياء بستراتيجية تحمي منافع الآخرين بدماء الشعب الأفغاني.

ويقول الخبير السياسي “عبد الولي وهاب”: لما أعلنت أمريكا استراتيجيتها الجديدة بشأن أفغانستان وجنوب آسيا، اشتدت الحرب، وقال في حديثه “لنراى نيوز” كان يجب على الحكومة الأفغانية أن تدرس استراتيجية أمريكا الجديدة، وتشاركها ملاحظاتها قبل إعلانها، ولكن أمريكا لا تقيم وزنا لرأي المسؤولين الأفغان، الذين بدأوا يصفقون ويرقصون على طبلة خيالية.