أفلحت الوجوه

بقلم الاستاذ موسهی وال

 

الحمد لله الذي نصر عباده وأعز جنوده، الحمد لله الذي أراح العباد والبلاد بإهلاكه لرأس من رؤوس الطغاة وإمام من أئمة الإجرام بأيدي ثلة مؤمنة من عباده المجاهدين، فالله أكبر وله الحمد، وما النصر إلا من عنده وهو العزيز الحكيم.

أفلحت الوجوه، وسلمت الأيدي، حيا الله الأسود الأشاوس الذين أراحوا البلاد والعباد من كلب بشري كان ينهش لحوم البشر، ويؤذيهم ويعتدي على أنفسهم وأموالهم وأعراضهم، جزى الله أبطال الإغتيالات خيرا الذين افترسوا العميل المجرم، والجاسوس الأمريكي “عزيز الله كاروان” وقتلوه في قلب العاصمة كابول.

 

أمريكا وتشكيل عصابات الشر والإجرام:

لم يشف غليل أمريكا جرائمها ومجازرها التي ترتكبها بحق الشعب الأفغاني، فشكلت -زيادة لمعاناتهم- عصابات الشر والإجرام جندت فيها الأوغاد القتلة، واللصوص المرتزقة، والطغاة الظلمة، والأراذل السفلة، والعملاء الخونة، من المجرمين المشهورين والسفاحين المفسدين والفاسقين الملحدين الذين يعادون الإسلام والمسلمين ويوالون الكفر والكافرين ويسيؤون إلى المقدسات ويعتدون على الحرمات، يهينون الجثث والأشلاء ولا يبالون بالقتل وسفك الدماء، يؤذون العباد ويعيثون في الأرض الفساد، أوفياء للاحتلال وأولياء لأهل الشر والضلال.

هم الجهلة الأشرار الذين لا أيمان لهم ولا أخلاق، ولا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة، ولا يراعون قوانين الحرب ولا ضوابط القتال.

هؤلاء المليشيات دأبت وتدربت على سلخ البشر، وتعودت على ممارسة انتهاكات لحقوق الإنسان، ومن هؤلاء المجرم الهالك (عزيز الله كاروان).

 

المجرم الهالك (عزيز الله كاروان):

إن جرائم “عزيز الله كاروان” وانتهاكاته بلغت عنان السماء، والإحاطة بتفاصيل سجله الإجرامي خارج عن مقدرة البشر، حتى أن لجنة مراقبة حقوق الإنسان اتهمته بارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وحتى المنصفين من صحفيي الغرب كانوا يعترفون بجرائمه ويشمئزون منها ويعتبرون احتضان أمريكا لهؤلاء وصمة عار على جبينهم؛ فقد كتب الصحفي والكاتب الأمريكي الشهير (اناند جوبال) في تغريدة له حول مقتل (عزيز الله كاروان): “عزيز الله كاروان كان من القتلة المفضوحين والمجرمين المشهورين الذين أنجبتهم أمريكا في أفغانستان واستخدمتهم ضد الشعب الأفغاني”.

إن الهالك (عزيز الله كاروان) كان من الجواسيس الموثوق بهم لدى المخابرات الأمريكية “سي آي إيه” الذين تم تدريبهم لتحقيق مصالح أمريكا المحتلة، ولذلك كان يتمتع بدعم ومساندة أمريكية مباشرة، حيث كان يعمل خارج نطاق الدوائر الأمنية الرسمية، ولم تكن الحكومة العميلة على علم بأنشطة مليشياته، وأسلحتهم وتكلفتهم الحربية، وكانوا يقتلون الأبرياء حيث شاؤوا ولا يستطيع أحد أن يأخذ بيدهم لأن المحتلين منحوهم الحصانة القضائية مما جرأه على ارتكاب الجرائم والمجازر في حق الأبرياء.

ونحاول الإشارة فيما يلي إلى بعض أنواع الجرائم والانتهاكات التي كان يمارسها:

كان هذا المجرم الخبيث يعادي الإسلام والمسلمين ويبغض الجهاد والمجاهدين، ويستهزئ بشعائر الدين، وجرائمه في حق المدارس والمساجد وأهل العلم مشهورة، حيث هدم المدارس ودمر المساجد وخطف أهل العلم وقتلهم وقام باغتيالهم والزج بهم في السجون.

كان الهمجي يعذب الأسرى والمعتقلين بأبشع أنواع التعذيبات، والكثير منهم ماتوا تحت التعذيب، كان يرافق الوحوش الأمريكيين في المداهمات ويقتلون الأفغان الأبرياء بدم بارد ويقيمون المآتم في منازلهم كل يوم.

كانت وسائل الإعلام تشيد بشجاعته وبسالته، ولكنه في الحقيقة كان خليعا سفاحا ولم يكن من الشجاعة في شيء، كان يصب جام غضبه وحقده على جثث القتلى الهامدة، بالتمثيل بها، وجرها خلف السيارات، وحرقها بالنار، وطعنها بالسكاكين، ونبش القبور.

لم يقف هؤلاء المجرمين عند ارتكاب جرائم فظيعة بل اعتدوا على الكرامة والشرف وبلغوا فيها قمة الوقاحة، فكان يخطف النساء العفيفات ويعتدي عليهن ويجند الأمارد في صفوفه ويستغلهم جنسياً.

لقد تمكن المجاهدون بفضل الله من القضاء على زبانية الاحتلال الكثيرين وجواسيسه الخاصين في أرجاء أفغانستان، فقتلوا الجنرال “داوود داوود” في الشمال ، و”عبد الله لغماني” في شرق البلاد، و”مطيع الله خان” في الغرب و”عزيز الله كاراون” في الجنوب فلله الحمد والمنة.

لقد حاول المجاهدون عدة مرات اغتيال المجرم “كاروان” لكنه خرج منها سالما أو بجروح، فظن المجرم أنه في مأمن من كيد الله، فأتاه الله من حيث لم يحتسب، وسلط عليه ثلة من عباده المجاهدين، فانقضوا عليه في قلب العاصمة كابول وأردوه قتيلا.

إن اغتيال هذا المجرم رسالة واضحة مفادها أن لا موطئ قدم لأمثاله من الخونة الجواسيس على أرض الأفغان الأبية،

وإن هلاك هؤلاء المجرمين الجواسيس يبشرنا باقتراب موعد هلاك ونهاية أسيادهم المحتلين، وإن غدا لناظره قريب.