بيان لجنة (الدعوة والإرشاد، والجلب والتجنيد) بالإمارة الإسلامية

T Flag

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}، وقال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}، وقال تعالى: {وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْر}.

قبل كل شيء نود أن نبارك جميع المواطنين المضطهدين بمناسبة اتفاقية إنهاء الاحتلال التاريخية، ونسأل الله عز وجل أن يتم جميع مراحل هذه الاتفاقية على خير، وأن يجعلها سبباً في تحقيق آمال الشعب الافغاني بإقامة نظام إسلامي قوي ومستقل، وأن يتخلص بلدنا الحبيب من هذه المآسي والأليمة إلى الأبد.

ثم نيابة عن إمارة أفغانستان الإسلامية، فإن مسئولي لجنة الدعوة والإرشاد يريدون أن يوصلوا عن طريق هذا البيان رسالة حسن النية والتواصي والمواساة إلى جميع أولئك المعارضين الذين مازالوا – وللأسف – يناصرون الاحتلال بخدمة المحتلين والدفاع عنهم، ونرجو من الله جل جلاله أن يجعل هذه الرسالة سبباً في شرح صدورهم ورجوعهم إلى الحق.

أنتم تعلمون جيداً من أي نقطة وكيف بدأت المأساة الأفغانية هذه التي استمرت 4 عقود؟ ومن هم الأعداء الأجانب والمحليون الذين أضرموا نار هذه المأساة؟ وكيف استطاعوا امتدادها حتى يومنا هذا؟ وأنهم مازالوا يصرون على استمرارها وامتدادها أكثر!

لكنا شعبنا المسلم انتدب بقيادة الزعماء الأخيار – صفر اليدين – إلى ميادين المعركة والتضحية ضد الاحتلال السوفيتي والنظام الشيوعي العميل، وذلك من أجل حفظ دينه، وعرضه، ووطنه من براثن العدو الغاصب.

وقد تحمل الشعب الأبي في هذا السبيل الكثير من المحن والمتاعب، كل ذلك من أجل تحقيق هذه الآمال الطاهرة؛ لكن للآسف! فبعد تحقيق النصر والاستقلال إلا أن آمال الشعب لم تتحقق، ولم ينعموا بنظام إسلامي مستقل وقوي في بلادهم.

بل بدأ المجاهدون بالتناحر فيما بينهم، ووقعت الفتنة، وعمت الفوضى، وذهبت تضحيات الملايين من الشهداء والجرحى والمهاجرين سدى وبلا جدوى، وفي تلك الأجواء التعيسة ظهرت حركة طالبان الإسلامية بناء على طلب الشعب، حتى تضع حداً للفوضى العارمة، والظلم، والاضطرابات، والانقسامات، والاقطاعيات، وتقيم نظاماً إسلامياً موحداً؛ لكن للأسف فإن أعداء ديننا ووطنا لم يتحملوا أن يرخي الأمن ستاره على أفغانستان، فلم يسمحوا بذلك طويلاً.

ففي عام 2001م شنت (الناتو) بزعامة أمريكا حربها على أفغانستان، فاحتلت بلادنا، وجعلتنا محكومين في عقر دارنا، واستولت على أرضنا وسمائنا، وقتلت وجرحت عشرات الآلاف من الأفغان الأبرياء، وزجت بالآلاف في سجن “غوانتنامو” و”بجرام” وغيرها من السجون السرية والعلنية، وعاملت هؤلاء المعتقلين بقبح وبشاعة لم يشهد التاريخ له مثيل.

وإضافة على ذلك، فقد أسسوا على أرضنا قواعد جوية وعسكرية ضخمة من أجل تطبيق أجنداتهم وخططهم العالمية، ولكي يذلوا شعبنا المجاهد الأبي الشامخ أتوا ببعض الأفراد الفارين من مجتمعنا فجعلوهم حكاماً علينا، كرروا بذلك فعلة السوفييت وصنيعهم تماماً، حيث سلطوا عملاءهم الشيوعيين على هذه الأرض.

هذه النظام العميل الذي تم تحميله على الشعب الأفغاني بالقوة، قد تصدر جميع قوائم المعايير السيئة في العالم، حيث يعتبر هذا النظام الأول على مستوى العالم في: الفوضى، والفساد، ونقض حقوق الإنسان، وغصب الأراضي، وتمويل المواد المخدرة، والتورط في التهريب، وسفك دماء الشعب.

لكن – بفضل الله ومنه – فبعد عقدين كاملين أدرك المحتلون الأجانب الحقائق، وأذعنوا إلى ترك بلادنا عن طريق التفاهم والتفاوض وإخراج جميع قواتهم، فإن هذه بشارة عظمى للشعب الأفغاني بأسره.

ورسالتنا بهذه المناسبة باختصار هي: أنه بالنظر إلى الحقائق المذكورة أعلاه، يتوجب على كل أفغاني مازال واقفاً إلى جانب المحتلين، أن يكف عن معارضة شعبه بعد اتفاقية إنهاء الاحتلال، وأن نقف جميعاً من أجل نصرة الدين والوطن، فهذا ما يقتضيه الدين، والولاء، والفطرة، والإنسانية.

أنتم تعلمون بأن الإمارة الإسلامية من أجل الاستقلال الشامل للبلد لا تصر على الحرب فقط، بل أثبت للعالم في جانب التفاوض والتفاهم بأننا نفضل التفاوض لكن الحرب قد حُمِّلت علينا، وأن الحرب لم يكن خيارنا المفضل بل كان خيار الاضطرار.

ففي مثل هذه الأوضاع تفتقر أفغانستان إلى وحدة واتفاق جميع الأفغانيين ممن يحملون هم هذه البلاد، فهذه الوحدة هي مسؤولية دينية ووطنية، وهي الحقيقة التي يجب ألا نتغاضى عنها أبداً، وإن لم ندرك هذه الحقيقة الآن فإن هذه النار ستلتهم أفغانستان وجميع الأفغان يوماً ما.

ولأجل ذلك فإن لجنة الدعوة والإرشاد نيابة عن إمارة أفغانستان الإسلامية، تنادي جميع المعارضين بأن يستغلوا قرار العفو العام الذي أصدره أمير المؤمنين الشيخ هبة الله – حفظه الله-، وأن يكفوا عن معارضتهم التي طائل من ورائها، وأن يختاروا العيش تحت نظام إسلامي مستقل، ويلبوا لنداء السلام وحرية الشعب الأفغاني، وسوى ذلك فإننا جميعاً لا نملك أي خير آخر.

ونرجو أن نكون قد استطعنا أن بلغكم ألمنا ورسالتنا، حتى لا نتعرض في الآخر للمحاسبة والعقوبة بسبب عدم مراعاة حقوق بعضنا البعض.
وما علينا إلا البلاغ… وحسبنا الله ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير.

الرئاسة العامة بلجنة الدعوة والإرشاد، والجلب والتجنيد

للتواصل معنا:

رقم الواتساب: 0093706158071
أرقام الاتصال: 0728266206 – 0785480864
رقم المخابرة اللاسلكية:5050
البريد الالكتروني: ( [email protected])