الوقف الدائم لإطلاق النار خيرٌ من المؤقت!

 

تفردتْ الإمارة الإسلامية بفرض هدنٍ مؤقتةٍ وغير معلنةٍ أثناء احتفالات العيد، بحيث كانت تُخفض دائماً من عدد العمليات الهجومية إلى الصفر. لكن المختلِف هذه المرة وفي السنة الماضية إعلان هدنة عيد الفطر من قبل الإمارة الإسلامية، وهو ما اجتذب اهتمام الكثير من الناس، كما لو أنه قرارٌ جديد.

إن الترحيب الشعبي الذي تلقاه إعلان وقف إطلاق النار، يظهر مدى سآمة الشعب المضطهَد من الحروب الاستعمارية التي فُرضت عليه فرضاً، لدرجة أنهم يسعدون باغتنام لحظاتٍ – ولو قليلة – من وقف إطلاق النار.

تعتقد الإمارة الإسلامية – وبصفتها الضحية الأولى لهذه الحرب الطويلة والمفروضة عليها – بأن أفغانستان بحاجةٍ ماسةٍ إلى وقفٍ دائمٍ لإطلاق النار، بل وتحتاج إلى إنهاءٍ دائم للحرب وأسبابها، ومن المؤسف أن المعضلة الأفغانية لا يمكن حلها عبر وقفٍ مؤقتٍ لإطلاق النار.

ولو كان هذا الوقف المؤقت يؤدي لحل المشكلة، لسارعتْ إليه الإمارة الإسلامية قبل الآخرين، لكنه في الحقيقة محاولة غير سليمةٍ لحل القضية الأفغانية، يدعو إليها وينادي بها الطرفُ الآخر.

إن الشعب الأفغاني يحتاج إلى إنهاء دائم للحرب، ولا يمكن أن تنتهي الحرب إلا بعد القضاء على أسبابها، والسبب الأساسي للحرب في البلد هو الاحتلال الأجنبي ونظام الحكم المفروض على الشعب الأفغاني، والذي يحمي مصالح المحتلين، بدلاً من حماية تطلعات الشعب الأفغاني وقيمهم الوطنية.

ولهذا تطالب الإمارة الإسلامية بتنفيذ اتفاقية الدوحة التاريخية، والتي بتنفيذها ستمهد الطريق للمفاوضات بين الأفغان، و لإزالة الأسباب الباقية للحرب، ومن ثمّ ستمهد الطريق للسلام والاستقرار الدائمين في البلد.

ومع ذلك فإن الإمارة الإسلامية تقدر أي خطوة تقربنا إلى السلام، وتمهد الطريق للمفاوضات بين الأفغان، وتعمل على فرض الاستقرار الدائم والسلام والأمن في البلاد، بما يؤدي في النهاية لإقامة نظام إسلامي شامل مستقل وحر.

إن الإعلان عن إطلاق سراح ألفي سجين من قبل الطرف الآخر هو نبأٌ سار، ويمكِنُنَا هذا الإعلان وعبر تنفيذ اتفاقية الدوحة من الوصول إلى مراحلٍ أخرى من السلام إن شاءالله.