الكارثة الإنسانية في بدخشان …!!

كلمة اليوم:

منذ قرابة خمسة أشهر ماضية، قطع نظام كابول جميع طرق الإمدادات الغذائية على مديريات “درواز” و “نسي”، و”الكوف” وجميع المناطق التي تحاذيها وتقع تحت سيطرة المجاهدين في محافظة بدخشان.

بما أن هذه المناطق جبلية أصلا، وكان الناس يعانون بالفعل فقرًا شديدًا وصعوبات اقتصادية جمة من ناحية، فمن ناحية أخرى دخل شهر رمضان المبارك حيث ارتفعت الأسعار بشكل كبير، وأصبح العثور على لقمة العيش أمرا شبه مستحيل تقريبا، وما يزيد الأمر سوءا أن الحظر غير الإنساني الذي يفرضه نظام كابول على هذه المناطق ينذر بحدوث كارثة إنسانية كبرى.

لقد حاولت الإمارة الإسلامية مراراً خلال مدة الحظر أن تخبر وسائل الإعلام والوكالات الإنسانية بتلك المأساة، وأصدرت قبل أيام بياناً دعت فيه المنظمات الإنسانية الدولية والمحلية، ووسائل الإعلام أيضا، لرفع صوتها ضد هذه الجريمة ضد الإنسانية، وذلك لمنع نظام كابول من ارتكاب مثل هذه الأعمال اللاإنسانية ضد عموم أفراد الشعب الأعزل.

وذلك لأنها قضية إنسانية، حيث لايليق استخدام مضايقات الناس وإغلاق طرق إمدادات الغذاء كأداة للضغط على المجاهدين. وإلا، فإن مثل هذا العمل سهل جدا على المجاهدين حيث سيقومون بمنع طرق الإمداد على العاصمة كابول وغيرها من العديد من المدن والأسواق والمناطق الأخرى، لكن الإمارة الإسلامية لم تنو أبدًا مضايقة الناس حالا ولا مستقبلا.

يجب على وسائل الإعلام والمنظمات الإنسانية أن تطلع على محنة الناس في المناطق المذكورة، وفضح هذا النوع من الجنايات البشرية لنظام كابول أمام المجمتع الدولي. غالبًا ما تبقى مثل هذه الحوادث في المناطق النائية من البلاد مخفية عن وسائل الإعلام، ولكن عندما تعمد المنظمات الإنسانية ووسائل الإعلام التغاضي السياسي عنها، يتسبب في جعل الجناة يكسبون الجرأة على ارتكاب المزيد منها ومواصلتها.

إن إغلاق طرق الغذاء على عموم الشعب، واستهداف الأهداف المدنية والمصالح العامة والمستشفيات والقرى والمساجد والمدارس وغيرها من المراكز جرائم حرب سافرة و ضد الإنسانية بموجب كل قانون، إلا أن نظام كابول يفعلها بلا مبالاة، ومئات الأمثلة تشهد عليها.

لكن المزعج حقا، أن منظمات حقوق الإنسان الدولية هنا، التي تصلها تقارير الجرائم ضد الإنسانية من قبل نظام كابول، وغالبًا ما تراها بأعينها، ولكن للأسف الشديد ما زالوا يقومون بتسييس مثل هذه الحوادث وغض الطرف عنها.

الإمارة الإسلامية تذكر المنظمات الإنسانية الدولية ووسائل الإعلام المستقلة مرة أخرى، بالمطالبة بفتح طرق الإمداد إلى المدنيين في مديريات درواز و”نسي” و”الكوف” في محافظة بدخشان، وأن يلزموا نظام كابول بالإمتناع عن غلقها، وذلك حتى يتحقق تفادي كارثة إنسانية، ومن ناحية أخرى حتى يتمكنوا من تبرير ادعاءاتهم بالحياد وحب الإنسانية والفريضة الإعلامية.