الإمارة الإسلامية، وحقوق الأقليات الدينية

تحليل الأسبوع

أعلن أشرف غني رئيس إدارة كابول يوم أمس بأنه سيحدد يوماً في التقويم باسم الهنود والسيخ من باب مراعاة حقوق الأقليات المذهبية، وأنه سيفتح قسم مخصصاً بأبحاث الأقليات الدينية في أكاديمية العلوم.

يقوم أشرف غني بهذه الحركات والشعارات التمثيلية حول الأقليات الدينية في حين أن هذه الأقليات الدينية لم تضرر في تاريخ أفغانستان مثل تضررها في عهد أشرف غني.

تمتاز الأقليات الدينية بحقوق كاملة في النظام الإسلامي تحت باب (أهل الذمة)، ودماؤهم وأموالهم محفوظة ومصانة، وقبل الاحتلال كانوا يعيشون في أفغانستان في أمن وأمان، لكن في السنوات العشرين الماضية من الاحتلال لم تغصب أملاكهم ومنازلهم ومحلاتهم التجارية فحسب! بل أجبروا بشكل ممنهج على مغادرة البلاد.

ووفق إحصائية فإن عدد الهنود والسيخ في أفغانستان إبان حكم الإمارة الإسلامية كان يبلغ (15 ألف) نسمة، وهذا العدد بقي ثابتاً طيلة فترة حكمها، لكن بعد الاحتلال الأمريكي وفي فترة رئاسة حامد كرزاي اضطر أكثر الهنود والسيخ إلى ترك البلاد، واستمرت هذه السلسلة في حكم أشرف غني إلى أن انتقص عددهم إلى (ألفي) نسمة فقط!

لكن هؤلاء الألفين أيضاً تم إبادتهم أو إجبارهم على ترك البلاد بشكل ممنهج في عهد أشرف غني، والآن لم يتبق منهم في أفغانستان سوى عشرات الأفراد.

تظهر الأرقام المذكورة بأن النظام الفاسد المفروض على أفغانستان من قبل المحتلين لم يمارس الظلم والاضطهاد في حق شعبنا المؤمن فحسب! بل حتى سكان أفغانستان من غير المسلمين عانوا من ظلم هذا النظام واضطهاده ما لم يعانوه من قبل.

لقد كانت الإمارة الإسلامية تراعي حقوق أهل الذمة التزاماً منها لأحكام الشرعية الإسلامية، وتعتبر ذلك من واجباتها الدينية ومسئولياتها المهمة، لذلك فإن الأقليات الدينية في المناطق التي تسيطر عليها الإمارة الإسلامية تعيش في كرامة وأمن وأمان.

إن إمارة أفغانستان الإسلامية إنما تؤكد على النظام الإسلامي وتنفيذ القانون القرآني؛ لأن النظام الإسلامي راعى حقوق جميع الناس، فلا يحق لأحد أن يعتدي على دم أحد أو ماله أو عرضه أو كرامته، بل علاوة على ذلك فإنه قد وضع ضوابط العيش الآمن لأتباع الديانات الأخرى أيضاً، بحيث لا يوجد مثيل لذلك في الأنظمة والقوانين الأخرى.

يجب ألا ينخدع شعبنا بالتصريحات والإجراءات التمثيلية للنظام العميل، بل عليه أن ينظر إلى أعماله، وكما أن البون بين تصريحات أشرف غني وأعماله حول حقوق الأقليات شاسع جداً، هكذا كل ادعاءاته جوفاء ولخداع الناس فحسب. فإن الأقليات الدينية في أفغانستان لا تحتاج أن يخصص لها يوم خاص في التقويم، وإنما تحتاج إلى صون دمائهم التي تزهق بأشكال غامضة من قبل رجال المخابرات، هذه الأقليات تحتاج إلى تأمين أملاكهم وأماكن عبادتهم من أن يغصبها مستشاري أشرف غني ووكلاء البرلمان!