بیان أمير المؤمنين الشيخ هبة الله أخند زاده حفظه الله تعالی ورعاه بمناسبة حلول عید الأضحی المبارک لعام ۱۴۴۲هـ

بسم الله الرحمن الرحیم

الله أکبر الله أکبر، لآ إله إلا الله والله أکبر، الله أکبر ولله الحمد

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أعز جنده، ونصرعبده و هزم الأحزاب وحده،  ونشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد قال الله عزوجل:  إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا ‎﴿١﴾‏ لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ‎﴿٢﴾‏ وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا ‎﴿٣﴾‏ سورة الفتح

و أیضا قال الله عز وجل: إِنَّآ أَعْطَيْنٰكَ الْكَوْثَرَ ، فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ، إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ. سورة الکوثر
و أیضا قال الله تعالی: قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ‎﴿١٦٢﴾‏ لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ‎﴿١٦٣﴾‏. سورة الانعام

إلی الشعب الأفغاني المسلم، الغيور، والمجاهدين المخلصين، والأمة الإسلامية جمعاء!

السلام عليکم ورحمة الله وبرکاته

نهنئکم جميعا بحلول عيد الأضحی المبارک، و تقبل الله تضحياتکم و حجکم و صدقاتکم و دعواتکم و جميع حسناتکم.

وکذلک أود أن أتقدم بخالص التهاني لجميع المواطنين من المجاهدين، والمهاجرين، وأهالي الشهداء، والأسری، والأرامل، والأيتام علی خروج  معظم القوات القوات الأجنبية من البلاد، وعلی الإنتصارات والتقدمات الأخيرة للمجاهدين. و أسأل الله تعالی أن يتقبل من جميع أطياف شعبنا تحملهم للمشاق والمتاعب التي تحمّلوها من أجل إعلاء کلمة الله تعالی وفي سبيل تحرير البلد و إقامة النظام الإسلامي الخالص فيه. آمين يارب العالمين.

أيها المولطنون الأعزّاء!

إننا في هذه المرّة نحتفل بعيد الأضحی المبارک بفضل الله تعالی في وضع غادرت فيه معظم القوات الأمريکية والأجنبية الأخری البلاد، وبقيتها علی وشک المغادرة، و قد نعمت معظم المديريات والساحات الواسعة في البلاد بکامل الأمن، و أصبح مجاهدونا بنصر الله تعالی أقوی و أکثر تنظيما وأفضل تجهيزا من ذي قبل.

إن هذه الانتصارات ليست انتصارات الإمارة الإسلامية و مجاهديها في خنادق القتال فقط، بل هي انتصارات الشعب الأفغاني الذي تحمل معنا کل أنواع  المصاعب خلال العشرين سنة الماضية لتحرير البلاد من الاحتلال الأجنبي.

إن الإمارة الإسلامية علی الرغم من نجاحاتها و تقدماتها العسکرية تدعم بکل جدية إيجاد الحل السياسي في البلاد، و ستنتهز بإذن الله تعالی کل فرصة تؤدي إلی إرساء النظام الإسلامي والسلام والأمن في البلاد. و قد فتحنا مکتبا سياسيا لتحقيق تقدم أفضل في المحادثات والعملية السياسية وکلّفنا فريقا قويا للمحادثات، و نحن ملتزمون بحل القضية من خلال المحادثات، ولکن للأسف فإن الجهات المقابلة لاتزال تضييع الوقت. و رسالتنا لهم هي أنه بدلا من الاعتماد علی الأجانب تعالوا نحل مشاکلنا بأنفسنا و ننقذ البلد من الوضع الحالي.

إننا بعد خروج جميع القوات الأجنبية من البلاد نريد علاقات دبلوماسية و اقتصادية وسياسية في إطار التفاعل والالتزام المتبادل مع دول العالم بما فيها أمريکا، ونری في ذلک الخير للجميع.

إننا نؤکد لجيراننا ولبقية الدول في المنطقة والعالم أن الإمارة الإسلامية لن تسمح لأية جهة باستخدام أراضيها لتهديد أمن الدول الأخری. و نطلب من الدول الأخری أيضا ألا تتدخّل في شؤوننا الداخلية.

نؤکد لجميع الدبلوماسيين الأجانب والسفارات والقنصليات والجمعيات الخيرية والمستثمرين في البلاد أنه لن تکون لدينا أية مشکلة لهم، بل سنبذل قصاری جهدنا لحمايتهم وسلامتهم. و وجودهم ضرورة لبلدنا لا يمکن تجاهله، فليقوموا بأعمالهم بثقة واطمئنان، ولا يخافوا من تقدم المجاهدين و حکمهم.

إننا نطمئن  جميع الأطراف الداخلية بأننا لا نريد العداوة مع أحد، و أذرعنا مفتوحة لهم، و أن أفغانستان موطن مشترک للجميع، و أنهم إذا قبلوا معنا إقامة النظام الإسلامي الخالص، فإننا  سنقبل مطالبهم الشرعية، وسنعطيهم جميع حقوقهم، وسيستفاد بشکل إيجابي من إمکاناتهم و مؤهلاتهم في إعادة بناء البلاد.

رسالتنا إلی الجنود الواقفين في الصف المقابل، و إلی  مختلف التشکيلات الجديدة التي تتشکل مؤخّرا هي التخلي عن القتال والمعارضة. و کما أن آلاف الجنود الآخرين الذين انضموا إلی المجاهدين، وقد هيأت لهم الإمارة الإسلامية تسهيلات، و هم موضع تقدير، فکذلک ينبغي للباقين أيضا أن ينضموا إلينا، و ينقذوا أنفسهم من أخطار الدنيا والآخرة، و ألا يتسببوا في مزيد من تدمير البلاد.

إن انضمام آلاف من جنود إدارة کابول إلی المجاهدين بروح الإخاء في عديد من المحافظات والمديريات في البلاد خطوة جديرة بالثناء، ونتمنی أن يستيقظ کل من شُجّعوا علی القتال ومعاداة شعبهم، و أن يستغلوا العفو ليعودوا إلی حياة آمنة. إن الإمارة الإسلامية تلتزم بشدة بالوفاء بوعودها للجنود المنضمين إلی المجاهدين، وستتم حماية أرواحهم و شرفهم وممتلکاتهم، ولن يضطهدهم أحد.

و بما أن عملية انضمام جنود الصف المقابل إلی المجاهدين مستمرة، فإنني أوعز إلی اللجنة العسکرية بالاهتمام بسلامة الجنود المنضمين إلی الإمارة الإسلامية و إيصالهم بأمان إلی منازلهم.

إننا ندعو تلک الدوائر والأشخاص الذين يشجعون بعض الناس علی مواصلة الحرب باسم الانتفضات، أو وقعوا بأنفسهم فريسة للمؤآمرات أن يتعلموا من تجارب الماضي. إنهم لم يقدروا علی فعل شيء حين کانت معهم عشرات الآلاف من القوات الأجنبية الداعمة لهم والطائرات والأسلحة والمعدات المتطورة، فلا يمکنهم الآن – إن شاء الله تعالی – أن يفعلوا شيئا بمفردهم، لذا فالأفضل أن يتوقفوا عن مثل هذه التصرفات السيئة، و أن يتعاونوا معنا من أجل إحکام النظام الإسلامي.

لا ينبغي لأحد أن يقلق علی المستقبل، فالإمارة الإسلامية نيابة عن شعبها تدرک کل المشاکل التي يواجهها شعبنا. و أول  سعينا و أولويتنا هو حل القضايا المتبقية من خلال الحوار والتفاهم. و نحن واثقون من عامة شعبنا أنهم سيستمرون في دعم الإمارة الإسلامية کما هو الحال دائما.

إن جهود العلماء و شيوخ العشائر الذين بفضل وساطتهم الفعالة و توعيتهم انضم  إليناعدد کبير من جنود ومقاتلي الصف المقابل لجديرة بالثناء والتقدير، و نحن نحث هؤلاء علی مواصلة جهودهم ليساعدوا الإمارة الإسلامية في جلب الأمن والسلام.

إن الشعب له دور کبير يقوم به في إقامة الأنظمة وفي بناء الوطن، وستوفّر الإمارة الإسلامية لشعبها مثل هذا الدور المفيد لنعيدبناء بلدنا المدمّر معا، ونعيش فيه بسلام حياة سعيدة في ظل النظام الإسلامي.

إن الإمارة الإسلامية تُولي اهتماما خاصا لعملية التعليم، و ما لم يُحرز بلدنا تقدما في مجال التعليم فلن نتمکن من تحقيق تقدم کامل في مجال الاقتصاد والتنمية.

إن الحفاظ علی فعالية المؤسسات التعليمية من أجل الاستقلال الاقتصادي والاکتفاء الذاتي وتعليم الجيل الجديد في جميع مجالات التعليم و بخاصة التربية الدينية للناشئة، والتقدم في العلوم الحديثة هي کلها أمور تدرک الإمارة الإسلامية أهميتها، وستسعی جاهدة من أجل تنميتها.

ونوصي المجاهدين في هذا الصدد  بأن يُولوا اهتماما خاصا بعملية التعليم الديني والتعليم الحديث في المناطق الخاضعة لسيطرة الإمارة الإسلامية، و أن يعملوا لإبقاء المدارس الدينية والعامة والجامعات مفتوحة و فعالة، و أن يساعدوا القائمين عليها في تسهيل أعمالهم،

و أن يقدّروا إلی جوار علماء الدين أساتذة العلوم الحديثة و أساتذة الجامعات والشخصيات المؤثرة، و أن يعرفوا مکانتهم و قيمتهم الحيوية للمجتمع، و أن يساعدوهم في تلبية حاجاتهم قدر الإمکان. و کذلک نوصيهم أن يُولوا اهتماما خاصا للحفاظ علی أرواح المدنيين في الاشتباکات والحروب کما في الماضي، و قد عيّنت الإمارة الإسلامية لجنة خاصة لضمان عدم إيذاء أحد من قبل المجاهدين أثناء الحروب.

إن الإمارة الإسلامية تُولي اهتماما خاصا بهذا المجال، و تحثّ بشدة جميع المجاهدين علی التعاون مع لجنة منع الخسائر في صفوف المدنيين، و أن يُولوا أقصی اهتماهم للحفاظ علی أرواح المدنيين.

تُوجد في الإمارة الإسلامية هيئة استماع للشکاوی في إطار لجنة منع وقوع الخسائر في صفوف المدنيين، و يمکن للمواطنين الاتصال بلجنة استماع الشکاوي وتسجيل تظلماتهم في حالة ارتکاب أي شخص – لا قدر الله – للظلم والعدوان.

وکذلک يطلب من مسؤولي لجنة استماع الشکاوی أن يکونوا جادّين في الاستماع إلی شکاوی الناس والتعامل معهما وحل شکاوی مقدّميها، و أن يواصلوا الاهتمام بها إلی النهاية المطلوبة. وإذا کانت هناک حاجة لمزيد من الإجراءات فيمکن طلب تعاون خاص من  الإدارة العليا للمحاکم ومن اللجنة العسکرية.

و من واجب الإمارة الإسلامية في المجال الصحي تقديم التسهيلات الصحية للناس قدر الإمکان، والتي  تعمل من أجلها اللجنة الصحية. وتوصيتنا للمسؤولين هي أن يحافظوا علی فتح المراکز الصحية والمستوصفات في جميع الساحات وبخاصة في المناطق التي فتحت جديدة، و أن يعزّزوها  ويهتموا فيها بأمور الخدمات الصحية، و أن يکونوا علی اتصال دائم مع المنظمات الصحية الدولية، و أن يبذلوا الجهود الکثيرة لتوفير وتوسيع البيئة الصحية للمواطنين.

وعلی علماء الدين أن يهتمّوا أکثر بتوعية الناس وتعليمهم و إصلاح أعمالهم في جميع أنحاء البلاد بالتعاون مع لجنة الدعوة والإرشاد، لأن الشعب والبلد ينعمان بسلام ورخاء حقيقيين عندما لا يکون هناک عصيان الله تعالی. فمهمة إصلاح الناس ومسؤولية توعيتهم الدينية موکولة إلی العلماء، وعليهم أن يستمرّوا في الوفاء بالتزاماتهم في هذا الصدد بشکل جيد، و أن يقوموا بنشر الصلاح و بتنوير أذهان الناس في المساجد والتجمعات وعن طريق الإعلام والبرامج التربوية، و أن يصبحوا وسيلة هداية جيدة لهم.

و في مجال حقوق الأتباع فإن الإمارة الإسلامية ملتزمة بحقوق مواطنيها، لأن الإسلام يأمرنا بإعطاء وحماية حقوق جميع الناس. وکذلک ستُولي الإمارة الإسلامية اهتماما خاصا لتوفير بيئة تعليمية مناسبة للمرأة في إطار الشريعة المطهّرة، و ستولي الإمارة الإسلامية اهتماما خاصا بهذا الأمر.

تلتزم الإمارة الإسلامية بحق حرية التعبير في إطار تعاليم الإسلام والمصالح الوطنية للبلاد. فيجب علی الصحفيين العمل مع هاتين النقتطين المهمتين في الاعتبار، والالتزام بمبادئ الصحافة.

يجب أن يطمئن جميع أصحاب الکفاءات، والمهنيين، والعلماء، والمعلمين، والأطباء، والمهندسين، والکوادر العلمية، والتجار الوطنيين، والمستثمرين تماما أنهم لن يتضرروا من مجيئ الإمارة الإسلامية، و أن بلدنا بحاجة ماسة إلی کفاءاتهم و مشوراتهم و عملهم، و سيُنظر إليهم في النظام القادم بعين التقدير والإحترام.

وکذلک يجب آلا يحاول الناس مغادرة البلاد، وسنشارک الجميع في إقامة النظام الإسلامي، و بهذه الطريقة سنعيد بناء بلدنا المدمّر، و تطمئن الإمارة الإسلامية الجميع في هذا المجال.

ويجب علی المجاهدين أن يُولو عناية خاصة بأعمالهم اليومية و بإخلاصهم و إصلاح نياتهم في الجهاد و بطاعتهم لمسؤوليهم و حسن معاملة الناس والامتناع عن التکبر والغرور لکی لايتوقف عنهم- لا قدّرالله تعالی- نصر الله تعالی، بل ليزيد.

إن حماية الخزينة و صيانتها تتطلب أقصی قدر من من الاهتمام منا جميعا، ولا سيما الأسلحة التي تم الإستيلاء عليها حديثا، والمرکبات العسکرية والذخيرة والمباني الحکومية والممتلکات الوطنية وکل ما يتعلق بالخزينة، فهي أمانة هذا الشعب، ولا يحق لأحد تدميرها أو نقلها خارج البلاد أو إهدارها أو التصرف فيها من دون إذن القادة.

وکذلک هناک وثائق مهمة وأرشيفات لبطاقات الهوية والسندات والأشياء الضرورية الأخری المتبقية من العدو في المديريات والدوائر الحکومية الأخری، والتي نحن ملزمون بالحفاظ عليها بأمان. فعلينا أن نُوليها عناية خاصة، وعلی الجانب المقابل أيضا عدم الإضرار بهذه الوثائق والأرشيفات أثناء خروجها من المديريات.

يجب أن يقام بالکثير من الأعمال لتلبية احتياجات الفقراء والأيتام والمعاقين و أهالي الأسری و غيرهم من المحتاجين في البلد. وللإمارة الإسلامية لجنة خاصة بهذه الفئة المنکوبة والتي وُظّفت ببذل کل ما في نطاق امکانياتها لمساعدة الفقراء والأيتام والأرامل وغيرهم من المحتاجين.

و تقع علی عاتق الشعب بأسره مسؤولية مساعدة الفقراء والمحتاجين والاهتمام بأمرهم في ظل الوضع الاقتصادي الحالي الصعب، و ينبغي لإخواننا المواطنين الأغنيا والموسرين والتجار بخاصة في أيام وليالي العيد المبارکة أن يهبّوا لمساعدة هؤلاء المحتاجين.
و أخيرا، أودّ أن أهنّئ مرّة أخری جميع المواطنين بمناسبة حلول عيد الأضحی المبارک، وآمل أن يتمکّن المواطنون من قضاء أيام العيد في أجواء آمنة. والسلام

زعيم الإمارة الإسلامية أمير المؤمنين المولوي هبة الله آخندزاده

۸/۱۲/۱۴۴۲هـ ق

۲۷/۴/۱۴۰۰هـ ش ــ 2021/7/18م