أفغانستان وواجب الدعم والمؤازرة

تيسير محمد تربان (أبوعبدالله) – فلسطين / غزة

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد

يعتبر الشعب الأفغاني المسلم من أهم ركائز قوة المسلمين خصوصاً في الوقت المعاصر، ولقد هزم الله على يديه الإمبراطورية البريطانية والاتحاد السوفيتي وأمريكا رأس العداء للإسلام والمسلمين ومركزيته.

وبعد الانتصار الكبير الذي حققه الشعب الأفغاني المسلم على أمريكا ومرغ أنفها في التراب وأذلها وكسر عنفوانها وهيبتها، كادت له أمريكا فنهبت أمواله وحرضت العالم على محاصرته وعزله عن العالم انتقاماً منه وإمعاناً في التضييق عليه وإفقاره وتجويعه، وهنا كان لزاماً وواجباً على المسلمين جميعاً أن يقفوا مع هذا الشعب الأفغاني المسلم البطل والصادق الصدوق، وأن يدعموه بالمال وكل لوازم الحياة ليبني نفسه ويستقل بذاته.

إن مناصرة الشعب الأفغاني ودعمه بكل أنواع الدعم المادي والمعنوي واجب شرعي على كل مسلم مقتدر كلٌ بقدر استطاعته، ولا يجوز خذلانه وتركه وحيداً يواجه الحصار والفقر وقد تكالبت عليه دول الكفر والطغيان، ولقد قال صلى الله عليه وسلم: “ما من امرئ مسلم يخُذلُ امرأً مسلماً في موطن تنتهك فيه حرمته، وينتقص فيه من عرضه، إلا خذله الله في موطن يُحبٌّ فيه نُصرته، وما من امرئ ينصر مسلماً في موضع ينتقص فيه من عِرضه، ويُنتهك فيه من حرمته، إلا نصره الله في موضع يحبُ فيه نُصرته”.

ولقد حثنا الله تعالى على الإنفاق في سبيله دعماً ومناصرة ومساندة للمسلمين فقال: “مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ”.

فيا أمة الإسلام أغيثوا أهلكم المسلمين في أفغانستان وكونوا لهم عوناً ونصيراً يرحمكم الله ويغفر لكم ويبارك لكم في أرزاقكم وأموالكم، واقتدوا بنبيكم صلى الله عليه وسلم، فعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه أنه: “جاء ناس من الأعراب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم الصوف فرأى سوء حالهم قد أصابتهم حاجة؛ فحَثَّ الناس على الصدقة؛ فأبطئوا عنه حتى رُئيَ ذلك في وجهه”، قال: “ثم إن رجلًا من الأنصار جاء بصُرَّةٍ من وَرِقٍ، ثم جاء آخر، ثم تتابعوا حتى عُرِفَ السرورُ في وجهه؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلامِ سُنَّةً حَسَنَةً؛ فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ، وَمَنْ سَنَّ فِي الإِسْلامِ سُنَّةً سَيِّئَةً؛ كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ”.

فيا أمة الإسلام؛ كونوا مع إخوانكم المسلمين في أفغانستان، اقضوا حاجاتهم وأعينوا فقيرهم وآزروهم بالدعم المعنوي والمادي بالمال والدواء وغيره..

هذا والله ولي التوفيق والحمد لله رب العالمين