الافتتاحية: هل لإمارة أفغانستان الإسلامية مشكلة مع “تعليم المرأة”؟

قامتْ قيامة الإعلام العلماني هذه الأيام حول تعليم المرأة في أفغانستان، وأن الإمارة الإسلامية تمنع النساء والبنات من التعليم! وأثارت هذه الوسائل قلاقل ومخاوف الكثيرين من السذج والمغفلين من أبناء المسلمين، حيث أصبح البعض يسارع إلى لوم الإمارة في هذه القضية، من غير أن يتبين حقيقة الأمر! ومن أجل تبيان حقيقة موقف الإمارة من التعليم الحديث بصفة عامة، ومن تعليم المرأة بصفة خاصة، نحتاج إلى معرفة ما يلي:

■ إنّ الإمارة الإسلامية أوّلاً وقبل كل شيء تمثّل شعبها الأفغاني المسلم ثم تمثّل الدين الإسلامي، فلا بد من مراعاة ثقافة شعبها وتعاليم دينها في كل قرار تتخذه تعليميا كان أم غير تعليمي!

■ إن الإمارة الإسلامية لا تفكر تفكيرا سطحيا عاجلا في قضية  المرأة، لكنها تفكر بعمق في وضع خطة أساسية لتعليمها وتربيتها تربية صحيحة.

■ إن الإمارة الإسلامية تحفظ للمرأة جميع حقوقها الدينية والتعليمية التي منحتها إياها الشريعة الإسلامية.

■ إن الإمارة الإسلامية على معرفة ودراية تامة بأن تعليم المرأة أمر لا بد منه، و هذا أمر واضح بديهي لا خفاء فيه، لكن ترى في نفس الوقت أن يكون هذا التعليم مشروطا بالحجاب الإسلامي، وما إلى ذلك من أمور، لا سيما الفصل الكامل بين الإناث والذكور في المدارس والكليات والجامعات، فهو أمر لا بد منه، وهذا المبدأ واضح في الشريعة الإسلامية! فالذين درسوا في المدارس المختلطة، قد لاحظوا الأزمات الحاصلة بسبب الاختلاط والمشكلات الأخلاقية الموجودة هناك. وترى أيضا أن يكون هذا التعليم خاليا بالكامل من المناهج التي وضعها الغربيون.

لذلك، فهناك حاجة إلى خطة شاملة تراعي جميع الجوانب الدينية والأخلاقية. ومن هنا نجد أن الإمارة الإسلامية ليس لها مشكلة مع “تعليم المرأة”، وإذا كان أحد يعتقد ذلك فالمشكلة في فكره وعقله ورؤيته وقلة معرفته بالإمارة الإسلامية!

مشكلة الإمارة الأساسية إنما هي مع تعليم وضعته أيادي الغربيين للمرأة المسلمة، ومشكلتها مع تعليم يُفسد المرأة المسلمة ويجرّدها من دينها وأخلاقها وأنوثتها وإيمانها بربها. وهي ليست مشكلة الإمارة الإسلامية فحسب، بل مشكلة دين الله وفطرة البشر مع هذا النوع من التعليم.