خونة ولئام

سيف الله الهروي

 

إبّان الاحتلال الأمريكي لأفغانستان، وبينما كانت الأفراح جارية في المراكز المحصّنة بالتحصينات الأمريكية؛ كانت أشلاء المجاهدين تمزق هنا وهناك، ولا بواكي لهم. فلم يكن قصف الأمريكان فحسب ما يُؤلم المجاهد المقاتل في صفوف الإمارة الإسلامية، بل كان يؤلمه أيضاً أن عدداً من المغفلين من أبناء جلدته شاركوا في إيذائه بطرق شتى، فمنهم من ساعد المحتل بالقلم، وهؤلاء كثيرون، وأكثرهم من خريجي الجامعات الحديثة! ومنهم من ساعد المحتل باللسان بثرثراته في القنوات الصليبية، ومنهم من آذى المجاهدين بفتاواه، وهم علماء السوء عبيد الدولارات، وأسوأهم من ساعد المحتل بالبنادق والتجسس على المجاهدين.

 

أنواع من الخونه المجرمين أُعلِن العفو عنهم بإعلان لا نظير له في تاريخ العالَم القريب والبعيد بعد رحيل الاحتلال. فلو كان هؤلاء الخونة بالأمس، يملكون شيئا متبقيا من الكرامة لكانوا مصاديق لقول المتنبي: (إن أنت أكرمت الكريم ملكته)، ولسكتوا بعد رحيل الاحتلال، ولعادوا إلى حياتهم الطبيعية، يشكرون المجاهدين على أنهم كانوا خير عافين، وخير مقاتلين. لكن الكثير منهم خونة، وفي نفس الوقت لئام! لذلك نجدهم، بعد هذا العفو والرحمة، يتمردون من جديد، فالمساعد للمحتل بالقلم تمرد إلى الطعن والتخريب بقلمه من جديد! والمساعد باللسان، والمساعد بالسلاح يدافعان عن البغاة في المواقع! أما علماء السوء الذين كانوا يُفتون بفساد الجهاد ضدّ الاحتلال بالأمس، فباتوا يفتون اليوم في صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي للحركات المسلحة ضد الإمارة الإسلامية ويحرضون المسلم ضد المسلم، ولا يستحيون!!

ألا يكف هؤلاء الخونة واللئام عن خيانتهم، ألا يخافون أن ينصب لهم يوم القيمة لواء الغدر والخيانة!؟