يامن تحب محمداً

ديوان شظايا الكلم – محمد سعيد الجميلي (رحمه الله)

يومٌ أطلَّ فأخجلَ الأَيَّاما وتمخَّضت حُبلى الزمانِ سَلاما
وترقَّبتْ عينُ الليالي سعْدَها فكأنَّها تَسْتشرفُ الأعواما
فإذا الوليدُ محمدٌ وبكفَّهِ دستورُ ربَّك يُعلن الإسلاما
يا أُيُّها الأرضُ أخلعي ثوبَ الخنا وطَئِي بطُهرِ وليدِكِ الأصناما
وقفِي على هام الفخار وردَّدي يا يومَ أحمدَ كَمْ خفضْتَ مَقاما
يا مَن تُحبُّ محمدًا وتُجِلُّهُ ليس المحبةُ أن تقولَ كَلامَا
ليس المحبة أن نَقوم بحفلةٍ ونرتَّب الراياتِ والأعلاما
إن المحبةَ أن نجسَّد نهجهُ في كلَّ أدوار الحياة نِظَامَا
يا مَن تُحبُّ محمدًا وتُجِلُّهُ لا تتخذ غير النبي إمامَا
دربُ المحبة عند صحبِ محمدٍ قطعوه زهورًا وسُجدًا وقيامَا
الروحُ أرخصُ سِلعةٍ جادوا بها لم يعرفوا يومَ الوغى إحجاما
ذَلُّوا لأمر مليكهمْ فتملَّكوا في كل ساحٍ صَهْوَةً وزِمَامَا
يا مَن تُحبُّ محمدًا وتُجِلُّهُ لم نشف يومًا بالكَلام كِلاما
أقْدمْ ولا ترضى السفوح مكانةً دِيسَ الذين تهيَّبوا الإقدامَا
أنت الحرِيُّ بأن تكون مقدَّمًا لا تابعًا وتُقبَّل الأقدامَا
وازْرعْ بقلب الجيل أنَّ أَمَامَنا دربًا يُريد التضحيات جِسَامًا
يا مَن تُحبُّ محمدًا وتُجِلُّهُ لا ترض إلا أن تكون سَنَامَا
أقرأْ (أليس الله كافٍ عبدهُ) أو كمْ قليل قد أزاح فِئَامَا
مَن رام أن يحيا أسير سلامةٍ لبِس المذلَّةَ وانحنى إرغامَا
يا مَن تُحبُّ محمدًا وتُجِلُّهُ لا تحْنِ للطاغوت يومًا هامَا
مُتأوَّلًا نصًّا يقيك مَعَرَّةً ويريك أرحامًا يلدْن عِقَامَا
فالنفسُ قد جُبلتْ على برد الهوى تأبى عن العيش الرغيد فِظَامَا
درب المحبة عند صحب محمدٍ قد عبَّدُوهُ جَماجِمًا وعِظَامَا
لمَّا سخى البدريُّ بالروح وارتقى في سُلَّم المتقدَّمين مقاما
يا مَن تُحبُّ محمدًا قلْ لي متى نُلقي بوجه الملجمين لِجَامَا
ومتى نعدُّ طليقة إن أحدقتْ نُوَبُ الزمان تَسُلُّ فيه حساما
ومتى نصونُ دماءنا وإماءنا وبلادنا ونحكَّم الإسلاما
ونُبثُ روح الثأر في قلب الأُلى حسبوا مداهنة اللئام سَلاَمَا