الافتتاحية: أفغانستان ومحيطها الإسلامي

زار وفد رفيع المستوى من منظمة التعاون الإسلامي، برئاسة د.قطب مصطفى سانو -الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي- إمارة أفغانستان الإسلامية يوم الإثنين 20 يونيو 2022م. خلال الزيارة التقى الوفد بعلماء أفغانستان والوزراء والمسؤولين في حكومة الإمارة الإسلامية. وأبدى أعضاء الوفد استعدادهم لمساعدة الإمارة في المجالات المختلفة. ورحبت الإمارة الإسلامية بهذه الزيارة التي تُعد الزيارة الثانية للمنظمة منذ تحرير البلاد من دنس المحتلين.

 

منظمة التعاون الإسلامي هي أكبر مؤسسة (إسلامية) تزور البلاد حتى الآن، وجاءت هذه الزيارة للإطلاع على الأوضاع التي تعيشها البلاد على الصعيد الأمني والسياسي والاقتصادي، في ظل الإمارة الإسلامية من جانب، وفي ظل التضييق الاقتصادي والسياسي الذي تفرضه الحكومة الأمريكية من جانب آخر.

 

إن مثل هذه الزيارات للمنظمات والمؤسسات والجمعيات، لا سيما الإسلامية منها؛ تعزز من أواصر الإخوة والترابط والتراحم الذي حثنا عليها ديننا الإسلامي الحنيف، وتقرّب المسافات بين الأشقاء، وتكشف زيف الشائعات وأباطيل الإعلام الغربي المنحاز الذي ما فتئ يصوب سهامه المسمومة نحو حكومة الإمارة الإسلامية، وتعرّف العالم الإسلامي الكبير -عن قُرب- بأحد أهم روافده ومكوناته الأساسية؛ بأفغانستان البلاد، والشعب، والحكومة.

 

ودوماً ما تؤكد إمارة أفغانستان الإسلامية على ترحيبها بزيارة المنظمات والمؤسسات بمختلف أنشطتها الإسلامية والإنسانية والإغاثية فيما يعود بالنفع والخير على الشعب الأفغاني الذي أنهكته الحروب الطويلة والأزمات والكوارث المتعاقبة. وترى أنه ليس من الحكمة ولا المصلحة أن يتم تضييق الخناق على أفغانستان سياسياً أو اقتصادياً؛ فحاجة العالم للتواصل مع إمارة أفغانستان الإسلامية لا تقل أبداً عن حاجتها للتواصل معه؛ لأن هذه طبيعة الأشياء في الكون؛ تبادل منافع وأخذ وإعطاء.

وإن الخطى التي تبذلها الوفود والمؤسسات والجمعيات الإسلامية للإطلاع على أوضاع البلاد بعد تحريرها من الاحتلال الغاشم الذي دام عشرين عاماً، هي خطى محمودة وقيّمة ويُشكرون عليها، لكنها مع ذلك، لا تزال في مجملها العام خطى حَيِيّة ودون المأمول؛ إذا ما قارنّاها بعظم الحدث وجلاله؛ تحرر بقعة إسلامية من عدوانٍ عليها دام عقدين من الزمن، استخدم العدو المحتل خلالهما كل ماعرفته البشرية من أسلحة وصواريخ ومعدات عسكرية!

إن إمارة أفغانستان الإسلامية جزء لا يتجزأ من جسد الأمة الإسلامية. والأعداء لا ييأسون ولا يكلّون من محاولاتهم في فصل هذا العضو الحيّ القوي عن جسده الكبير؛ بإطلاق الشائعات واختلاق الأكاذيب. الأمر الذي يُحتّم على أبناء الأمة الإسلامية التثبّت قبل إطلاق الأحكام، والامتثال لقول الحق تبارك تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) [الحجرات:6].