الافتتاحية: إمارة أفغانستان الإسلامية ترحب بعلماء الأمة الإسلامية

زار وفد من العلماء يمثلون هيئات إسلامية مختلفة (الهيئة العالمية لنصرة نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم، رابطة علماء المغرب العربي، رابطة علماء المسلمين، هيئة علماء فلسطين، أكاديمية أنصار النبي صلى الله عليه وسلم)؛ أفغانستان في الفترة من 12/6/1444هـ إلى 18/6/1444هـ، حرصاً على تهنئة إخوتهم في إمارة أفغانستان الإسلامية بتحرير البلاد من الاحتلال بعد عقدين من الجهاد والصبر والثبات، ولمعاينة أحوال إخوانهم المسلمين في أفغانستان وللاطلاع على واقع الحال في البلاد بعيداً عن غوغاء الإعلام المنحاز.

وكعادة الشعب الأفغاني في الترحيب والحفاوة بضيوفه، ومحبته وإجلاله للعلماء، كان في استقبال الوفد شخصيات قيادية في الإمارة الإسلامية ومسؤولين حكوميين وشرعيين والعديد من جنود الإمارة.

وقد أكد الوفد على عدد من الأمور، منها:

– إشادتهم بجهاد الشعب الأفغاني ممثلاً بالإمارة الإسلامية، وحيوا فيهم روح التضحية والبسالة والمصابرة. وأيدوا الإمارة الإسلامية على قرارها الحكيم، بعد تحرير البلاد، بإعلان العفو العام؛ حقناً للدماء ومنعاً لنشوب حرب أهلية تحصد ثمار انتصارهم وجهادهم.

– حث الشعب الأفغاني على المحافظة على وحدة كلمته وتراص صفوفه، والتحذير من مكائد العدو وتربّصه بهم. والسعي للمضي قُدُماً نحو تحسين الأوضاع المعيشية ما استطاعت الإمارة إلى ذلك سبيلاً.

– الثناء على ما رأوه من استباب للأمن والأمان في سائر أنحاء البلاد، وسيادة حكومة مركزية واحدة للمرة الأولى على جميع ولايات البلاد منذ أكثر من أربعة عقود من الزمن. ومحاربة الإمارة الإسلامية لزراعة المخدرات والاتجار بها. وضربها بيد من حديد على التنظيمات المشبوهة، لاسيما تنظيم داعش.

– التنديد بالحصار الظالم الواقع على إمارة أفغانستان الإسلامية، وسرقة أمريكا لمليارات الدولارات من أموال البلاد، في الوقت الذي يعاني فيه الشعب الأفغاني الحاجة والفقر، لا سيما أرامله، وأيتامه، ومهجّريه، وذوي الاحتياجات الخاصة من أبنائه.

– دعوة الدول الإسلامية إلى المسارعة بالاعتراف بحكومة إمارة أفغانستان الإسلامية ومساندتها والوقوف إلى جانبها.

– دعوة المنظمات الإغاثية الإسلامية ورجال الأعمال والمستثمرين والموسرين من المسلمين والخبراء إلى نجدة إخوانهم في أفغانستان ومدّ يد العون لهم ومساندتهم بالمال والخبرات.

 

كما أكد قادة الإمارة الإسلامية وعلماؤها على أمرين أساسيين:

– الحرص على التواصل مع علماء الأمة الإسلامية والأخذ بنصائحهم وتوجيهاتهم، وترحيبهم بالناصح المرشد منهم.

– الحرص على إفشاء العلم بين أفراد المجتمع، ذكوراً وإناثاً، وضرورة التعليم لكليهما، وتبيان العوائق التي دعت الإمارة لاتخاذ قرار التعليق المؤقت للتعليم الجامعي للفتيات.

 

وعملاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (المؤمن لِلْمؤْمن كالبُنْيان يَشُدُّ بَعْضُه بَعْضا، ثُمَّ شَبّك بين أَصابعه)؛ فإن إمارة أفغانستان الإسلامية تشجع وترحب بكل ما من شأنه توطيد الروابط الأخوية والعلائق الإسلامية بين شعب أفغانستان وعلمائه وقيادته من جهة، وبين إخوانهم من شعوب الأقطار الإسلامية المختلفة وعلمائهم وقياداتهم من جهة أخرى؛ لا سيما مثل هذه اللقاءات والزيارات الهامة والتي تنقل للعالم الإسلامي حقيقة الأوضاع في أفغانستان، كما وتنقل للشعب الأفغاني مشاعر ودعم إخوتهم من المسلمين لهم.

ولو لم يكن للقاءات الأخوية مابين علماء المسلمين وإخوتهم في أفغانستان إلا أنها تستوضح الصورة الكبرى للمشهد في أفغانستان، وتُجلي المُبهم، وتذيب جبال الجليد التي راكمها الإعلام المنحاز عبر عقود بين المسلمين في الأقطار المختلفة وبين إخوانهم في إمارة أفغانستان الإسلامية؛ لكفاها شرفاً وكرماً وعزة.